وقال تعالى: ﴿إِنَّ
ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ أَن تُؤَدُّواْ ٱلۡأَمَٰنَٰتِ إِلَىٰٓ أَهۡلِهَا وَإِذَا
حَكَمۡتُم بَيۡنَ ٱلنَّاسِ أَن تَحۡكُمُواْ بِٱلۡعَدۡلِۚ إِنَّ ٱللَّهَ نِعِمَّا
يَعِظُكُم بِهِۦٓۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ سَمِيعَۢا بَصِيرٗا﴾ [النساء: 58] .
****
تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ
إِحۡسَٰنًاۚ﴾ [الإسراء: 23]، ﴿وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ
وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡٔٗاۖ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗا وَبِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ
وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱلۡجَارِ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡجَارِ ٱلۡجُنُبِ
وَٱلصَّاحِبِ بِٱلۡجَنۢبِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡۗ إِنَّ
ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخۡتَالٗا فَخُورًا﴾
[النساء: 36]، فبعد الوالدين القرابة من جهتهما؛ لهم حق عليك بالصلة؛ صلة الرحم، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ
يَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡإِحۡسَٰنِ وَإِيتَآيِٕ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَيَنۡهَىٰ
عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡبَغۡيِۚ يَعِظُكُمۡ لَعَلَّكُمۡ
تَذَكَّرُونَ﴾ [النحل: 90]، والفحشاء:
هي كل ما استقبح من المعاصي، فالفحشاء: هي المعصية المستقبحة، ﴿وَٱلۡمُنكَرِ﴾: سائر المعاصي، ينهى عن الكبائر والصغائر من المعاصي، ﴿وَٱلۡبَغۡيِۚ﴾: وهو التعدي على الناس في دمائهم، أو في أموالهم، أو في
أعراضهم، هذا بغي، ﴿وَيَنۡهَىٰ
عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡبَغۡيِۚ﴾،
فهذه الآية فيها الأمر الشرعي: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡإِحۡسَٰنِ﴾، فهذا أمر شرعي ديني.
ومن الأمر الشرعي الأمر بأداء الأمانات إلى أهلها: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ﴾، أيها العباد ﴿أَن تُؤَدُّواْ ٱلۡأَمَٰنَٰتِ﴾، وهي كل ما اؤتمنتم عليه من حق الله، أو من حق المخلوقين، فهو أمانة، يجب عليك أن تؤديها إِلَى أَهْلِهَا، الذين ائتمنوك عليها، لا تبخس منها شيئًا، ولا تخن فيها، ﴿وَإِذَا حَكَمۡتُم بَيۡنَ ٱلنَّاسِ أَن تَحۡكُمُواْ بِٱلۡعَدۡلِۚ﴾، الشاهد من قوله: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ﴾ هذا أمر شرعي ديني.