×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

وأما الإذن، فقال في الكوني لما ذكر السحر: ﴿وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِۦ مِنۡ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ [البقرة: 102] ؛ أي: بمشيئته وقدرته، وإلا فالسحر لم يبحه الله عز وجل ،

****

 ﴿وَمَا هُم أي: السحرة، ﴿بِضَآرِّينَ بِهِۦ مِنۡ أَحَدٍ؛ أي بالسحر، السحر يضر: إما بالقتل، وإما بالمرض، فهو يضر - نسأل الله العافية -، وهو من عمل الشياطين، ولكنه لا يضر أحدًا إلاَّ بإذن الله؛ إذن الله وقدره الكوني، فلا يمكن للسحرة أن يتسلطوا على أحد، ويؤذوه بسحرهم إلاَّ بقضاء الله وقدره، فعلى المسلم أن يتوكل على الله، وأن يستعيذ بالله من السحرة ومن غيرهم، الشاهد من الآية: ﴿إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ؛ أي: إذنه الكوني، وإلا فإن الله لا يأذن بالسحر شرعًا، بل ينكره سبحانه وتعالى، ويكفر من فعله، وإنما هذا إذن كوني قدري. فإذا قدر الله أن السحر يضر، وقع الضرر منه، فهذا يستدعي من العبد أن يلجأ إلى الله، وأن يستعيذ به من السحرة وغيرهم.

 وأما هم، فلا يستطيعون أن يضروا أحدًا إذا لم يقدر الله له الضرر؛ فهو الذي يسلط السحرة وغيرهم لحكمة منه سبحانه وتعالى يبتلي بها العباد، أو جزاء على سيئاتهم، ﴿وَمَآ أَصَٰبَكُم مِّن مُّصِيبَةٖ فَبِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِيكُمۡ [الشورى: 30]، فقد يسلط الله السحرة على إنسان بسبب ظلمه ومعصيته لله عز وجل.

السحر لم يبحه الله؛ لأنه كفر، والله لا يرضى بالكفر، وهو من عمل الشياطين، وهو ضرر على الناس؛ فالله لا يبيحه.


الشرح