×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

وقال في الإذن الديني: ﴿أَمۡ لَهُمۡ شُرَكَٰٓؤُاْ شَرَعُواْ لَهُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمۡ يَأۡذَنۢ بِهِ ٱللَّهُۚ وَلَوۡلَا كَلِمَةُ ٱلۡفَصۡلِ لَقُضِيَ بَيۡنَهُمۡۗ وَإِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ [الشورى: 21]، وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدٗا وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا ٤٥ وَدَاعِيًا إِلَى ٱللَّهِ بِإِذۡنِهِۦ وَسِرَاجٗا مُّنِيرٗا ٤٦ [الأحزاب: 45- 46]،

****

 يعني ما لم يشرعه الله؛ فالإذن يكون شرعيا؛ كما أنه يكون قدريًّا. ﴿أَمۡ لَهُمۡ شُرَكَٰٓؤُاْ شَرَعُواْ لَهُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمۡ يَأۡذَنۢ بِهِ ٱللَّهُۚ هذا في الذين يحللون ويحرمون بدون دليل من كتاب الله أو من سنة رسوله، فهؤلاء شرعوا للناس شرعًا لم يشرعه الله، لم يأذن به الله سبحانه وتعالى، وقالوا على الله بغير علم.

 قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ، هذه شهادة للرسول بالرسالة، شهادة من الله عز وجل أن الله أرسله، ﴿إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدٗا [الأحزاب: 45]، شاهدًا على هذه الأمة، ﴿فَكَيۡفَ إِذَا جِئۡنَا مِن كُلِّ أُمَّةِۢ بِشَهِيدٖ وَجِئۡنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰٓؤُلَآءِ شَهِيدٗا [النساء: 41] على هذه الأمة، كل أمة يوم القيامة يشهد عليها نبيها أنه قد بلغها، ﴿وَجِئۡنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰٓؤُلَآءِ شَهِيدٗا، ﴿إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدٗا وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا [الأحزاب: 45]؛ مبشرًا للمؤمنين بالجنة، ونذيرًا للكافرين بالنار، ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدٗا وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا ٤٥ وَدَاعِيًا إِلَى ٱللَّهِ بِإِذۡنِهِۦ وَسِرَاجٗا مُّنِيرٗا ٤٦ [الأحزاب: 45- 46]؛ تدعو الكفار إلى الإسلام، وتدعو العصاة والمذنبين إلى التوبة، ﴿بِإِذۡنِهِۦ؛ أي: بشرعه، هذا محل الشاهد، فالرسول جاء بإذن من الله؛ أي: بشرع من الله أنزله عليه، وأوحاه إليه. فهذا فيه دليل على الإذن الشرعي.


الشرح