×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

وقال تعالى: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ [النساء: 64]، وقال تعالى: ﴿مَا قَطَعۡتُم مِّن لِّينَةٍ أَوۡ تَرَكۡتُمُوهَا قَآئِمَةً عَلَىٰٓ أُصُولِهَا فَبِإِذۡنِ ٱللَّهِ وَلِيُخۡزِيَ ٱلۡفَٰسِقِينَ [الحشر: 5] .

وأما القضاء، فقال في الكوني: ﴿فَقَضَىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَاتٖ فِي يَوۡمَيۡنِ [فصلت: 12]

****

عموم الرسل من أولهم إلى آخرهم، ما أرسلهم الله إلاَّ لأجل أن يطاعوا؛ لأن من أطاعهم، فقد أطاع الله: ﴿مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَۖ [النساء: 80]، فما أرسلهم إلاَّ لأجل أن يطاعوا بإذن الله؛ أي: بشرعه سبحانه وتعالى: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ [النساء: 64]؛ أي: بشرعه، هذا محل الشاهد، فدلَّ على أن الإذن يكون شرعيًّا؛ كما أنه يكون قدريًّا.

هذا في غزوة بني النضير؛ أن الرسول صلى الله عليه وسلم غزاهم في مكانهم هو وصحابته الكرام، وحاصروهم، وقطعوا بعض النخيل نكايةً بهم، فقال عز وجل: ﴿مَا قَطَعۡتُم مِّن لِّينَةٍ [الحشر: 5]؛ أي: من نخلة، ﴿أَوۡ تَرَكۡتُمُوهَا قَآئِمَةً عَلَىٰٓ أُصُولِهَا فَبِإِذۡنِ ٱللَّهِ [الحشر: 5]؛ أي: بشرعه، وأن الله أذن لكم بذلك، وشرع لكم النكاية باليهود.

 في القضاء الكوني، القضاء ينقسم إلى قسمين: قضاء كوني قدري، وقضاء شرعي ديني، القضاء الكوني ما مثاله في القرآن؟

﴿فَقَضَىٰهُنَّ [فصلت: 12]؛ أي: السماوات، ﴿سَبۡعَ سَمَٰوَاتٖ فِي يَوۡمَيۡنِ [فصلت: 12]، هذا قضاء كوني.


الشرح