وقال
سبحانه: ﴿وَإِذَا قَضَىٰٓ أَمۡرٗا
فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ﴾ [البقرة: 117] .
وقال في الديني: ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّاتَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ﴾
[الإسراء: 23]؛ أي أمر، وليس المراد به قدر ذلك، فإنه قد عبد غيره؛ كما أخبر في
غير موضع ]؛ كقوله تعالى: ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ
مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا
عِندَ ٱللَّهِ﴾ [يونس: 18] .
****
﴿وَإِذَا قَضَىٰٓ﴾
[البقرة: 117]؛ أي: الله سبحانه وتعالى: ﴿أَمۡرٗا﴾
[البقرة: 117]؛ أي: قدَّره، وشاءه ﴿فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ﴾ [البقرة: 117] في الحال، لا يتأخر، إذا قال الله له:
كن. فإنه يكون في الحال، الشاهد من قوله: ﴿وَإِذَا قَضَىٰٓ أَمۡرٗا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن
فَيَكُونُ﴾ [البقرة: 117] ﴿وَإِذَا
قَضَىٰٓ أَمۡرٗا﴾؛ أي:
القضاء الكوني، ﴿فَإِنَّمَا
يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ﴾
[البقرة: 117].
هذا قضاء ديني شرعي؛ أي: أمر ووصَّى. قضى: أي:
أمر، ووصى، وليس معناه: حكم وقدر - كما يقوله أهل الضلال -، وإنما معناه: أمر، ووصى
إلاَّ تعبدوا إلاَّ إياه، شرع لكم هذا.
القضاء
الشرعي ألا يلزم أن يقع؛ قد يقع، وقد لا يقع، أما القضاء الكوني، فلا يتخلف، فلو
أن معنى الآية: ﴿وَقَضَىٰ
رَبُّكَ﴾؛ أي قدر ﴿أَلَّاتَعۡبُدُوٓاْ
إِلَّآ إِيَّاهُ﴾، ما كفر
أحد، ما أحد يتخلف عن القضاء الكوني لكن الناس انقسموا إلى: مؤمن، وكافر،
إلى: مشرك، وموحِّد، فهذا دليل على أن المراد القضاء الشرعي، الذي يستجيب له من
يستجيب، ويخالفه من يخالفه، والجزاء في المستقبل لهؤلاء وهؤلاء.
الدليل
على أنه ليس القضاء الكوني أنه تخلف مقتضاه في