×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

وقول الخليل عليه السلام لقومه: ﴿قَالَ أَفَرَءَيۡتُم مَّا كُنتُمۡ تَعۡبُدُونَ ٧٥أَنتُمۡ وَءَابَآؤُكُمُ ٱلۡأَقۡدَمُونَ ٧٦ فَإِنَّهُمۡ عَدُوّٞ لِّيٓ إِلَّا رَبَّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٧٧ [الشعراء: 75- 77]، وقال تعالى: ﴿قَدۡ كَانَتۡ لَكُمۡ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ فِيٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ إِذۡ قَالُواْ لِقَوۡمِهِمۡ إِنَّا بُرَءَٰٓؤُاْ مِنكُمۡ وَمِمَّا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ كَفَرۡنَا بِكُمۡ وَبَدَا بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةُ وَٱلۡبَغۡضَآءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَحۡدَهُۥٓ [الممتحنة: 4]، وقال تعالى: ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ ١لَآ أَعۡبُدُ مَا تَعۡبُدُونَ ٢وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ ٣وَلَآ أَنَا۠ عَابِدٞ مَّا عَبَدتُّمۡ ٤وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ ٥ لَكُمۡ دِينُكُمۡ وَلِيَ دِينِ ٦ [الكافرون: 1- 6] .

****

كثير من الناس، فكثير من الناس أشركوا بالله، مع أن الله قضى ألاَّ تعبدوا إلاَّ إياه، فدلَّ على أنه قضاء شرعي يفعله من يريد، ويتركه من يريد. فلو أن المراد بالقضاء القضاءُ الكونيُّ، ما عبدوا هؤلاء؛ لأن هذا يخالف القضاء الشرعي.

لأن قوم إبراهيم أشركوا بالله، فلو أن المراد بالقضاء القضاء الكوني، ما خالفوا، ولا أشركوا.

 ﴿وَمِمَّا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ [الممتحنة: 4]، فدلَّ على أنهم عبدوا غير الله، ولو كان القضاء كونيًّا، ما عبدوا غير الله، فدلَّ على أنه قضاء شرعي. ولو كان القضاء قدريًّا، لما كفروا بالله، بل آمنوا جميعًا، ﴿وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ لَأٓمَنَ مَن فِي ٱلۡأَرۡضِ كُلُّهُمۡ جَمِيعًاۚ أَفَأَنتَ تُكۡرِهُ ٱلنَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤۡمِنِينَ [يونس: 99]، لو شاء ذلك كونًا وقدرًا، ما تخلف أحد عن ذلك، ولكنه قضاه، وأراده شرعًا ودينا، فمن الناس من امتثل، ومنهم من خالف.

﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ [الكافرون: 1]، فدلَّ على أن هناك من يعبد غير الله، ﴿لَآ أَعۡبُدُ مَا تَعۡبُدُونَ [الكافرون: 2]، فدلَّ على أن هناك من


الشرح