×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

وقال تعالى: ﴿وَمَآ أَمۡرُنَآ إِلَّا وَٰحِدَةٞ كَلَمۡحِۢ بِٱلۡبَصَرِ [القمر: 50]، وقال تعالى: ﴿أَتَىٰهَآ أَمۡرُنَا لَيۡلًا أَوۡ نَهَارٗا فَجَعَلۡنَٰهَا حَصِيدٗا كَأَن لَّمۡ تَغۡنَ بِٱلۡأَمۡسِۚ [يونس: 24] .

وأما الأمر الديني، فقال تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡإِحۡسَٰنِ وَإِيتَآيِٕ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَيَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡبَغۡيِۚ يَعِظُكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ [النحل: 90] ،

****

  هذا في قيام الساعة: إذا أمر الله بقيام الساعة، لحظة كلمح بالبصر، هل هناك أسرع من لمح البصر؟! ليس هناك أسرع منه، الله إذا أمر بوجود شيء وخلق شيء، إنما هو كلمح البصر.

﴿إِنَّمَا مَثَلُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا كَمَآءٍ أَنزَلۡنَٰهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَٱخۡتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ ٱلۡأَرۡضِ مِمَّا يَأۡكُلُ ٱلنَّاسُ وَٱلۡأَنۡعَٰمُ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَخَذَتِ ٱلۡأَرۡضُ زُخۡرُفَهَا وَٱزَّيَّنَتۡ وَظَنَّ أَهۡلُهَآ أَنَّهُمۡ قَٰدِرُونَ عَلَيۡهَآ [يونس: 24]، يسلط الله عليها شيئًا يتلفها، ﴿أَتَىٰهَآ أَمۡرُنَا [يونس: 24]؛ أمرنا الكوني القدري ﴿لَيۡلًا أَوۡ نَهَارٗا فَجَعَلۡنَٰهَا حَصِيدٗا كَأَن لَّمۡ تَغۡنَ بِٱلۡأَمۡسِۚ [يونس: 24]، فذهب ما فيها من النبات والزخرف الزهر، في لحظة ليلاً أو نهارًا تصبح كأن لم تغن بالأمس، فالأمر الكوني لا يتخلف عنه مقتضاه، ويوجد في الحال، هذا أمر كوني.

أما مثال الأمر الديني، فهذه الآية: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡإِحۡسَٰنِ وَإِيتَآيِٕ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَيَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡبَغۡيِۚ يَعِظُكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ، إن الله يأمر أمرًا شرعيًّا دينيًّا بالعدل، وهو القسط: العدل في القول، والعدل في الحكم، والعدل في كل شيء،


الشرح