كما قال تعالى في الآية الأخرى: ﴿وَإِن
كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمۡ عَمَلُكُمۡۖ أَنتُم بَرِيُٓٔونَ مِمَّآ
أَعۡمَلُ وَأَنَا۠ بَرِيٓءٞ مِّمَّا تَعۡمَلُونَ﴾ [يونس: 41].
ومن ظن من
الملاحدة أن هذا رضا منه بدين الكفار، فهو من أكذب الناس وأكفرهم؛ كمن ظن أن قوله:
﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ﴾ [الإسراء: 23] بمعنى
قدر، وأن الله سبحانه ما قضى بشيء إلاَّ وقع، وجعل عباد الأصنام ما عبدوا إلاَّ
الله، فإن هذا من أعظم الناس كفرًا بالكتب
وأما لفظ البعث، فقال تعالى في البعث الكوني: ﴿فَإِذَا
جَآءَ وَعۡدُ أُولَىٰهُمَا بَعَثۡنَا عَلَيۡكُمۡ عِبَادٗا لَّنَآ أُوْلِي بَأۡسٖ
شَدِيدٖ فَجَاسُواْ خِلَٰلَ ٱلدِّيَارِۚ وَكَانَ وَعۡدٗا مَّفۡعُولٗا﴾ [الإسراء: 5].
****
إلاَّ
الله، فإن هذا من أعظم الناس كفرًا بالكتب. وأما لفظ البعث، فقال الله عز وجل في
البعث الكوني: ﴿فَإِذَا
جَآءَ وَعۡدُ أُولَىٰهُمَا بَعَثۡنَا عَلَيۡكُمۡ عِبَادٗا لَّنَآ أُوْلِي بَأۡسٖ
شَدِيدٖ فَجَاسُواْ خِلَٰلَ ٱلدِّيَارِۚ وَكَانَ وَعۡدٗا مَّفۡعُولٗا﴾ [الإسراء: 5]، على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، ليس
هناك طريق إلاَّ طريق الرسول صلى الله عليه وسلم.
فهذه
الآية تفسر قوله عز وجل: ﴿لَكُمۡ
دِينُكُمۡ وَلِيَ دِينِ﴾
[الكافرون: 6]، ﴿وَإِن
كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمۡ عَمَلُكُمۡۖ أَنتُم بَرِيُٓٔونَ مِمَّآ
أَعۡمَلُ وَأَنَا۠ بَرِيٓءٞ مِّمَّا تَعۡمَلُونَ﴾
[يونس: 41]؛ أن معناه: البراءة من دينهم، وليس الإقرار لهم على دينهم، وأنه دين
حق، وأن كلنا سواء، كلنا نعبد الله، وإن اختلفت الطرق. هذا كلام باطل.
من
ظن أن هذا من الرسول صلى الله عليه وسلم رضا بدين الكفار، فهو من أكذب الناس على
الله وعلى رسوله؛ لأن الرسول لم يرضَ بدين الكفار، ولا أحد من المؤمنين يرضى بدين
الكفار.
البعث على قسمين: بعث كوني قدري، وبعث شرعي.