×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

 لا يخرجون عن ذلك، كلهم عباد عبادة قهرية، أما العبادة الاختيارية، فهي للمؤمنين خاصة، العبودية الاختيارية هذه للمؤمنين خاصة، أما العبودية القهرية، فهي عامة للمؤمنين والكفار، ﴿إِن كُلُّ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ إِلَّآ ءَاتِي ٱلرَّحۡمَٰنِ عَبۡدٗا [مريم: 93]، قوله: ﴿عِبَادٗا لَّنَا [الإسراء: 5]؛ أي: من الكفار، يسلط الله الكفار على المسلمين بسبب الذنوب والمعاصي، ﴿بَعَثۡنَا عَلَيۡكُمۡ عِبَادٗا لَّنَآ ٖ [الإسراء: 5]؛ أي: من الكفار، ﴿أُوْلِي بَأۡسٖ شَدِيد [الإسراء: 5]، والعياذ بالله معهم قوة وعتاد وبطش، ﴿فَجَاسُواْ خِلَٰلَ ٱلدِّيَارِۚ [الإسراء: 5]، أفسدوا بلادكم، ودخلوا بيوتكم، ونهبوا أموالكم، ﴿فَجَاسُواْ خِلَٰلَ ٱلدِّيَارِۚ؛ بسبب الإفساد الذي حصل منكم، ﴿فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ أُولَىٰهُمَا بَعَثۡنَا عَلَيۡكُمۡ عِبَادٗا لَّنَآ أُوْلِي بَأۡسٖ شَدِيدٖ فَجَاسُواْ خِلَٰلَ ٱلدِّيَارِۚ وَكَانَ وَعۡدٗا مَّفۡعُولٗا ٥ ثُمَّ رَدَدۡنَا لَكُمُ ٱلۡكَرَّةَ عَلَيۡهِمۡ وَأَمۡدَدۡنَٰكُم بِأَمۡوَٰلٖ وَبَنِينَ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ أَكۡثَرَ نَفِيرًا ٦ [الإسراء: 5- 6]، بعد ذلك إذا تاب بنو إسرائيل، واستقاموا بعد النكبة، وعرفوا خطأهم، وأصلحوا شأنهم، أعاد لهم الله العزة، وأخرج الكفار من بلادهم، ﴿ثُمَّ رَدَدۡنَا لَكُمُ ٱلۡكَرَّةَ عَلَيۡهِمۡ [الإسراء: 6]؛ أي: على الكفار الذين غزوكم في بيت المقدس، ﴿ثُمَّ رَدَدۡنَا لَكُمُ ٱلۡكَرَّةَ عَلَيۡهِمۡ وَأَمۡدَدۡنَٰكُم بِأَمۡوَٰلٖ وَبَنِينَ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ أَكۡثَرَ نَفِيرًا ٦ إِنۡ أَحۡسَنتُمۡ أَحۡسَنتُمۡ لِأَنفُسِكُمۡۖ وَإِنۡ أَسَأۡتُمۡ فَلَهَاۚ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ ٱلۡأٓخِرَةِ لِيَسُ‍ُٔواْ وُجُوهَكُمۡ وَلِيَدۡخُلُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوۡاْ تَتۡبِيرًا ٧ [الإسراء: 6- 7]؛ أي: المرة الثانية؛ لأنه قال: ﴿لَتُفۡسِدُنَّ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَّتَيۡنِ [الإسراء: 4]، المرة الأولى مضت، المرة


الشرح