وقال في البعث الديني: ﴿هُوَ
ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلۡأُمِّيِّۧنَ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ
ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ﴾ [الجمعة: 2] .
****
الثانية: ﴿فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ ٱلۡأٓخِرَةِ﴾ [الإسراء: 7]؛ أي: المرة الثانية.
﴿ثُمَّ رَدَدۡنَا لَكُمُ ٱلۡكَرَّةَ عَلَيۡهِمۡ﴾ [الإسراء: 6]، إذا تبتم وأصلحتم، أعاد الله لكم عزكم،
ونصركم على عدوكم؛ فأخرجتموهم من بلادكم، ﴿وَأَمۡدَدۡنَٰكُم بِأَمۡوَٰلٖ وَبَنِينَ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ
أَكۡثَرَ نَفِيرًا﴾ [الإسراء:
6]، إذا عصيتم مرة ثانية، وأفسدتم في الأرض، أعاد الله عليكم العقوبة، وأعاد عليكم
العدو، فسوَّدوا وجوهكم بالهزيمة النكراء - والعياذ بالله -، ﴿فَإِذَا جَآءَ
وَعۡدُ ٱلۡأٓخِرَةِ لِيَسُُٔواْ وُجُوهَكُمۡ وَلِيَدۡخُلُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ كَمَا
دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٖ﴾
[الإسراء: 7]؛ المسجد الأقصى، يدخلون المسجد، ويفسدون فيه، في بيت المقدس، ﴿وَلِيُتَبِّرُواْ﴾ [الإسراء: 7]؛ يعني يهلكوا، ويتلفوا ﴿مَا عَلَوۡاْ﴾ [الإسراء: 7]؛ أي: علا بنو إسرائيل من الأموال والمباني
والعمران، ﴿تَتۡبِيرًا﴾ [الإسراء: 7]؛ يدمِّروه تدميرًا بسبب فسادكم: ﴿عَسَىٰ رَبُّكُمۡ
أَن يَرۡحَمَكُمۡۚ وَإِنۡ عُدتُّمۡ عُدۡنَاۚ وَجَعَلۡنَا جَهَنَّمَ لِلۡكَٰفِرِينَ
حَصِيرًا﴾ [الإسراء: 8]؛ المرة
الثالثة: ﴿وَإِنۡ
عُدتُّمۡ عُدۡنَاۚ﴾، وقد
عادوا، فبعث الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، ونصره الله عليهم، وقتلهم شر
قتلة في وقعة: بني قينقاع، وبني النضير، وبني قريظة، وسلط الله عليهم رسوله صلى
الله عليه وسلم، وأجلوا من جزيرة العرب، وفرقوا، وشتتوا - والعياذ بالله -، فهذه
المداولات مع بني إسرائيل، كلَّما أفسدوا، سلط الله عليهم.
والبعث
الديني: ﴿هُوَ
ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلۡأُمِّيِّۧنَ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ﴾
[الجمعة: 2]، بعثه؛ أي: أرسله، ﴿وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا﴾ [النحل: 36]، هذا في البعث الديني.