فنزه الله سبحانه وتعالى نبينا محمدًا صلى الله
عليه وسلم عمن تقترن به الشياطين من الكهان والشعراء والمجانين، وبين أن الذي جاءه
بالقرآن ملك كريم اصطفاه قال الله تعالى: ﴿ٱللَّهُ
يَصۡطَفِي مِنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ رُسُلٗا وَمِنَ ٱلنَّاسِۚ﴾ [الحج: 75]، وقال
تعالى: ﴿وَإِنَّهُۥ لَتَنزِيلُ رَبِّ
ٱلۡعَٰلَمِينَ ١٩٢نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلۡأَمِينُ ١٩٣عَلَىٰ قَلۡبِكَ لِتَكُونَ مِنَ
ٱلۡمُنذِرِينَ ١٩٤ بِلِسَانٍ عَرَبِيّٖ مُّبِينٖ ١٩٥﴾ [الشعراء: 192- 195]
****
المجنون يهذي، ولا يحسن الكلام، لكن هم مضطربون:
هل هذا القرآن شعر؟! قارن بينه وبين الشعر، تجد الفرق واضحًا، هل هو كهانة؟! بينه
وبين الكهانة فرق، الكهان تجد أساجيعهم تضحك العقلاء، ليست من كلام رب العالمين؛
مثل: سجع مسيلمة وسجاح وغيرهم من الكهان.
يقولون:
شاعر، أحيانًا يقولون: كاهن، وحينًا يقولون:
مجنون، ﴿أَمۡ
يَقُولُونَ شَاعِرٞ نَّتَرَبَّصُ بِهِۦ رَيۡبَ ٱلۡمَنُونِ﴾
[الطور: 30]، ننتظر أن يموت ونستريح منه؛ مثل: الشعراء الذين كانوا في الجاهلية،
يعيش مدة، ويؤذي الناس بشعره، ثم يموت، وينقطع ذكره، هم يقولون: اصبروا على
هذا الرجل إلى أن يموت، ونستريح منه.
هل
لما مات الرسول صلى الله عليه وسلم انقطع ذكره وانقطع القرآن الكريم؟ ما انقطع؛
لأنه من عند الله سبحانه وتعالى.
الذي
جاء بالقرآن ملك كريم، وهو جبريل عليه السلام الروح الأمين، «اصطفاه»؛ أي: اختاره من بين الملائكة.
الرسل على قسمين: رسل من الملائكة، ورسل
من البشر. ﴿ٱللَّهُ
يَصۡطَفِي مِنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ رُسُلٗا وَمِنَ ٱلنَّاسِۚ﴾
[الحج: 75]؛ يختار