وقال تعالى: ﴿قُلۡ
مَن كَانَ عَدُوّٗا لِّـجِبۡرِيلَ فَإِنَّهُۥ نَزَّلَهُۥ عَلَىٰ قَلۡبِكَ﴾ [البقرة: 97]،
الآية وقال تعالى: ﴿فَإِذَا
قَرَأۡتَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ ٱلرَّجِيمِ﴾ إلى قوله: ﴿قُلۡ
نَزَّلَهُۥ رُوحُ ٱلۡقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِٱلۡحَقِّ لِيُثَبِّتَ ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَهُدٗى وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُسۡلِمِينَ﴾ [النحل: 98- 102]،
****
رسلاً من الملائكة، ورسلاً من الناس، فالرسالة
اختيار من الله، واصطفاء من الله، ليست كما يقول الفلاسفة: إنها يكتسبها الإنسان
بصفائه، وصفاء فطرته، وذهنه، وفلسفته. يتطلعون إلى أن يكونوا رسلاً وأنبياء،
الرسالة من الله، هو الذي يصطفي سبحانه وتعالى: ﴿ٱللَّهِۘ ٱللَّهُ أَعۡلَمُ حَيۡثُ يَجۡعَلُ رِسَالَتَهُۥ﴾ [الأنعام: 124].
هذا
يبين أن قوله: «الروح
الأمين»؛ أنه جبريل عليه السلام، كانت اليهود لما بعث الرسول صلى الله عليه
وسلم - من سخرياتهم وعنجهياتهم - يقولون: لو كان الذي ينزل عليه غير جبريل
عليه السلام، لآمنا به، ولكن جبريل عليه السلام عدو لنا، فلا نؤمن بهذا، قال الله
عز وجل: ﴿قُلۡ
مَن كَانَ عَدُوّٗا لِّـجِبۡرِيلَ فَإِنَّهُۥ نَزَّلَهُۥ عَلَىٰ قَلۡبِكَ بِإِذۡنِ
ٱللَّهِ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَهُدٗى وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [البقرة: 97]، جبريل عليه السلام ما جاء به من عنده،
وإنما جاء به من عند الله سبحانه وتعالى.
يقول
الله عز وجل: ﴿فَإِذَا قَرَأۡتَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِ
مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ ٱلرَّجِيمِ ٩٨إِنَّهُۥ لَيۡسَ لَهُۥ سُلۡطَٰنٌ عَلَى ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ ٩٩ إِنَّمَا سُلۡطَٰنُهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ
يَتَوَلَّوۡنَهُۥ وَٱلَّذِينَ هُم بِهِۦ مُشۡرِكُونَ ١٠٠﴾
[النحل: 98- 100]، فإذا أراد المسلم أن يقرأ القرآن، فإنه يبدأ بالاستعاذة؛ لأجل
أن يطرد الشيطان؛ لئلا يشوش عليه قراءته، ويغلطه في القراءة، فإذا استعاذ