فسماه
الروح الأمين وسماه روح القدس .
وقال تعالى: ﴿فَلَآ
أُقۡسِمُ بِٱلۡخُنَّسِ ١٥ ٱلۡجَوَارِ ٱلۡكُنَّسِ ١٦﴾ [التكوير: 15-
16] ،
****
بالله، انطرد عنه الشيطان: ﴿فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِ
مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ ٱلرَّجِيمِ﴾
المرجوم المبعد، ثم بين أن الشيطان ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم
يتوكلون، وهو قال هذا، قال: ﴿قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغۡوَيۡتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمۡ
فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَأُغۡوِيَنَّهُمۡ أَجۡمَعِينَ ٣٩ إِلَّا عِبَادَكَ مِنۡهُمُ ٱلۡمُخۡلَصِينَ
٤٠﴾ [الحجر: 39- 40]، فعباد
الله المخلَصين والمؤمنون ليس له عليهم سلطان، ليس له عليهم سلطة، ينطرد، ويبعد
عنهم.
سمَّى
جبريل عليه السلام الروح الأمين، وسمَّاه روح القدس؛ أي: الطهر، القدس:
الطُّهر، فهو المطهَّر صلى الله عليه وسلم، وسماه جبريل عليه السلام: ﴿قُلۡ مَن كَانَ
عَدُوّٗا لِّـجِبۡرِيلَ﴾
[البقرة: 97].
«لا» هذه إما
أنها نافية؛ أي: ليس الأمر كما تزعمون، وإما أنها صلة للتأكيد، تأكيد الكلام، ﴿أُقۡسِمُ﴾؛
أي: أحلف﴿بِٱلۡخُنَّسِ﴾،
وهي النجوم التي تختفي، وتنخنس إذا جاء النهار، وتبرز إذا جاء الليل. ﴿ٱلۡجَوَارِ﴾
تخنس في المغيب، ثم تظهر، وتجري إلى مغيبها من المطلع إلى المغرب، تشاهدونها تجري،
أنت تراها في مكان، وبينما إذا مضت مدة، ونظرت إليها، وجدتها قد سارت، وتقدمت عن
مكانها الأول.
فهي
خنس وجوارٍ، خنس إذا غربت، وجوارٍ إذا ظهرت.