وخبيب بن عدي كان أسيرًا عند المشركين بمكة شرفها
الله تعالى، وكان يؤتى بعنب يأكله وليس بمكة عنبةٌ .
وعامر بن فهيرة
قتل شهيدًا فالتمسوا جسده فلم يقدروا عليه، وكان لما قتل رفع، فرآه عامر بن الطفيل
وقد رفع، وقال عروة: فيرون الملائكة رفعته .
****
وهذا
خبيب بن عدي رضي الله عنه أسره المشركون، وذهبوا به إلى مكة، ودفعوه إلى جماعة من
أهل مكة، كان خبيب قد قتل أباهم، دفعوه إليهم، فحبسوه وسجنوه، ولم يكن عنده طعام،
فكان يؤتى بالعنب في سجنه، وليس في مكة عنب، معروف أن مكة ليس فيها عنب.
عامر بن
فهيرة هذا مولى أبي بكر الصديق، الذي كان مع أبي بكر ومع النبي صلى الله عليه وسلم
في طريق الهجرة، كان عامر بن الطفيل الخبيث جاء على النبي صلى الله عليه وسلم،
وطلب منه أن يبعث معه جماعة من القراء؛ ليعلِّموا جماعة العرب، وهدفه من ذلك الغدر
والخيانة، فذهب معه سبعون من أهل الصفة، وأوعز إلى المشركين، فأحدقوا بهم في
منزلهم، وقتلوهم رضي الله عنهم وعامر بن فهيرة منهم، قُتل واستشهد، ورأى عامر بن
الطفيل الخبيث جثة عامر بن فهيرة ترتفع إلى السماء؛ يعني: ترفعها الملائكة، ثم إنه
لم يعثر له على جثة بعد ذلك، بحثوا عنه، فلم يجدوه، استلمته الملائكة، ودفنته
الملائكة، فهذا من كرامات الأولياء.