والبراء بن مالكٍ كان إذا أقسم على الله تعالى أبر
قسمه، وكان الحرب إذا اشتد على المسلمين في الجهاد يقولون: يا براء أقسم على ربك،
فيقول: يا رب أقسمت عليك لما منحتنا أكتافهم، فيهزم العدو، فلما كان يوم القادسية
قال: أقسمت عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم وجعلتني أول شهيدٍ، فمنحوا أكتافهم وقتل
البراء شهيدًا.
وخالد بن الوليد
حاصر حصنًا منيعًا، فقالوا: لا نسلم حتى تشرب السم، فشربه فلم يضره .
****
البراء
بن مالك رضي الله عنه، وكان رث الهيئة لا يعتني بنفسه، وكان من العباد الزهاد
الأتقياء، وكان إذا أقسم على الله أبر الله قسمه، فكان في الغزو إذا اشتد بهم
الأمر طلبوا منه أن يقسم على الله أن ينصرهم، فينصرون، وقد قال صلى الله عليه وسلم:
«رُبَّ أَشْعَثَ، مَدْفُوعٍ
بِالأَْبْوَابِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ» ([1])،
منهم البراء بن مالك هذا، في آخر الأمر دعا الله بالنصر للمسلمين، ودعا الله أن
يكتب له الشهادة، وأقسم على الله، الله أجاب دعاءه، فنصر المسلمين، واستشهد رضي
الله عنه، وهذا من كرامات الأولياء.
وهذا خالد بن الوليد رضي الله عنه الفارس المشهور، والقائد المظفر، حاصر حصنًا من حصون المشركين، فقالوا: لا نسَلِّم حتى تشرب السم، تحدِّي؛ من باب التحدي، فشربه، وهم ينظرون، فلم يضره رضي الله عنه، مع أن السم يقتل، فهذا من كرامات الأولياء.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2622).