ولما عذبت الزنيرة على الإسلام في الله، فأبت
إلاَّ الإسلام، وذهب بصرها، قال المشركون: أصاب بصرها اللات والعزى. قالت: كلا
والله. فرد الله عليها بصرها.
ودعا سعيد بن زيدٍ
على أروى بنت الحكم، فأعمي بصرها لما كذبت عليه، فقال: اللهم إن كانت كاذبةً فأعم
بصرها، واقتلها في أرضها، فعميت ووقعت في حفرةٍ من أرضها، فماتت .
****
وهذا من كرامات الأولياء أن هذه المرأة الصالحة
لما تمسكت بدينها، وصبرت على أذى المشركين، وذهب بصرها، قال المشركون: هذا مسٌّ من
اللات والعزى؛ من آلهتهم، فقالت رضي الله عنها: كلا والله، فأعاد الله بصرها بعد
العمى، فهذا من كرامات الأولياء.
وهذا سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، ابن عم عمر
بن الخطاب، وأبوه زيد بن عمرو بن نفيل من الذين هداهم الله في الجاهلية للتوحيد،
فوحَّد الله، وأنكر عبادة الأوثان، وله أشعار في هذا، في الدعوة إلى التوحيد
وإنكار الشرك، ابنه هذا سعيد بن زيد من العشرة المبشرين بالجنة، وله بستان أو حائط
في المدينة، وبجواره بستان امرأة، فادعت عليه المرأة أنه أخذ شيئًا من حائطها،
وكذبت عليه في ذلك، فدعا عليها؛ لأنها كذبت عليه، فدعا عليها أن يقتلها الله في
أرضها، فالله عز وجل استجاب دعوته، فأهلك هذه الكاذبة في أرضها بأن أعمى بصرها،
وسقطت في حفرة وماتت، هذا من كرامات الأولياء.