وكان عتبة الغلام سأل ربه ثلاث خصالٍ: صوتًا
حسنًا، ودمعًا غزيرًا، وطعامًا من غير تكلفٍ. فكان إذا قرأ بكى وأبكى ودموعه
جاريةٌ دهره، وكان يأوي إلى منزله، فيصيب فيه قوته، ولا يدري من أين يأتيه .
وكان عبد الواحد
بن زيدٍ أصابه الفالج، فسأل ربه أن يطلق له أعضاءه وقت الوضوء، فكان وقت الوضوء
تطلق له أعضاؤه ثم تعود بعده .
****
أنه
جاء بشيء، فلما فتحوها، وجدوها حنطة حمراء، قلبها الله سبحانه وتعالى، وكانت
مباركة بحيث إنه إذا زرع من هذه الحنطة، تخرج القصبة كلها حب حنطة. فهذا من كرامات
الأولياء.
هذا
عتبة الغلام العابد المشهور، والمجاهد في سبيل الله سأل الله هذه الطلبات: أن
يرزقه صوتًا حسنًا، فكان صوته حسنًا، إذا قرأ بكى، وأبكى، وأن يرزقه البكاء من خشية
الله، فكانت لا تجف له دمعة من خشية الله، وسأل الله أن يرزقه رزقًا لا كلفة فيه،
فكان إذا جاء إلى بيته، وجد فيه الطعام لا يدري من أين جاء، وهذا كما حصل لمريم
بنت عمران: ﴿كُلَّمَا
دَخَلَ عَلَيۡهَا زَكَرِيَّا ٱلۡمِحۡرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزۡقٗاۖ قَالَ يَٰمَرۡيَمُ
أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَاۖ قَالَتۡ هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۖ إِنَّ ٱللَّهَ يَرۡزُقُ
مَن يَشَآءُ بِغَيۡرِ حِسَابٍ﴾
[آل عمران: 37]، كذلك ما حصل لخُبَيب بن عَدِيٍّ في مكة، وهو أسير عند المشركين،
وكان يوجد عنده العنب، مع أن مكة ليس فيها عنب، لكن هذه من كرامات الأولياء.
أصابه الفالج، والفالج داء يصيب الجسم أو
الأعضاء، فلا تتحرك، فأصابه، فسأل الله أن يطلق له أعضاءه؛ ليتوضأ لعبادة الله