×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

ولما مات الأحنف بن قيسٍ وقعت قلنسوة رجلٍ في قبره، فأهوى ليأخذها فوجد القبر قد فسح فيه مد البصر .

وكان إبراهيم التيمي يقيم الشهر والشهرين لا يأكل شيئًا، وخرج يمتار لأهله طعامًا، فلم يقدر عليه، فمر بسهلة حمراء، فأخذ منها، ثم رجع إلى أهله، ففتحها، فإذا هي حنطةٌ حمراء، فكان إذا زرع منها، تخرج السنبلة من أصلها إلى فرعها حبًّا متراكبًا .

****

  هذا الأحنف بن قيس التميمي من التابعين، وكان مشهورًا بالحلم، يضرب به المثل في الحلم، وكان من المجاهدين في سبيل الله، ومن القادة والأمراء، وكان محبوبًا عند الناس، فلما مات، وشيعوه، سقطت قلنسوة رجل من المشيعين له، والقلنسوة: ما يلبس على الرأس مثل: الطاقية تقريبا، فأهوى ليأخذها، فرأى القبر قد وسع، وهذا مصداقه من الحديث؛ أما المؤمن يوسع عليه قبره مد بصره، هذا في الحديث الصحيح، وأما المنافق، فيضيق عليه، حتى تختلف أضلاعه ([1]).

إبراهيم التيمي الإمام المشهور، والزاهد والواعظ البليغ وقع له من كرامات الأولياء أنه كان يصبر عن الطعام لمدة شهرين بما يعطيه الله من القوة واللذة في عبادة الله سبحانه وتعالى، وأيضًا خرج ليمتار لأهله - يشتري لهم ميرة، يعني: الطعام -، ولم يكن معه نقود، فلم يشتر شيئًا، مرَّ برملة حمراء، فملأ أوعيته منها؛ من أجل أن يظهر أمام الناس


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4753).