×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

وجاع مرةً بالأهواز فدعا الله عز وجل واستطعمه، فوقعت خلفه دوخلة رطبٍ في ثوب حريرٍ، فأكل التمر وبقي الثوب عند زوجته زمانًا .

****

 تكون مع ولي من الأولياء يحمل عليها متاعه، ويقطع بها مسافة الطريق، قد تموت، فيدعو الله أن يحييها؛ حتى توصله، فالله عز وجل يستجيب له، ويحيي هذه الدابة، وهذا تكرر وقوعه لأولياء الله، الله قادر على أن يحيي الموتى، إما حياة دائمة، أو حياة مؤقتة؛ مثلما وقع في القتل من بني إسرائيل، لما ضربوه بجزء من البقرة، أحياه الله، وأخبر بمن قتله، وقصة الذين خرجوا من ديارهم يخشون الموت لما وقع الوباء في بلدهم: ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَٰرِهِمۡ وَهُمۡ أُلُوفٌ حَذَرَ ٱلۡمَوۡتِ فَقَالَ لَهُمُ ٱللَّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحۡيَٰهُمۡۚ [البقرة: 243]، وكذلك قصة الذين قالوا لموسى عليه السلام: أرنا الله جهرة. فأخذتهم الصاعقة، فهلكوا، ثم إن موسى عليه السلام دعا الله أن يحييهم؛ ليرجعوا معه إلى بني إسرائيل؛ لئلا يقولوا: قتل خيارنا، فأحياهم الله، ورجعوا معه، الله قادر على كل شيء، الذي مر بالقرية وهي خاوية على عروشها ﴿أَوۡ كَٱلَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرۡيَةٖ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحۡيِۦ هَٰذِهِ ٱللَّهُ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۖ فَأَمَاتَهُ ٱللَّهُ مِاْئَةَ عَامٖ [البقرة: 259] مات هو وحماره مائة عام، ﴿ثُمَّ بَعَثَهُۥۖ [البقرة: 259] وبعث حماره، هذه قدرة الله عز وجل لا يعجزها شيء.

فلما وصل إلى بيته، قال: يا بنيَّ خذ سرج الفرس؛ فإنه عارية. فأخذ سرجه، فمات الفرس، عاد إلى الموت.

الدوخلة: هي الوعاء من الخوص - خوص النخل -، يوضع فيه التمر وغيره، والغالب أنه يوضع فيه التمر، فلما جاع هذا


الشرح