×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

وجاء الأسد وهو يصلي في غيضةٍ بالليل، فلما سلم قال له: اطلب الرزق من غير هذا الموضع، فولى الأسد وله زئيرٌ .

وكان سعيد بن المسيب في أيام الحرة يسمع الأذان من قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أوقات الصلوات، وكان المسجد قد خلا فلم يبق غيره .

****

 الولي، دعا الله أن يطعمه، فأتته دوخلة فيها التمر، أو فيها الطعام، فأكل منها، ومعها حرير، فأعطاه لزوجته؛ لأن الحرير لا يحل للرجال، فبقي الثوب عند زوجته تلبسه مدة، فهذا من كرامات الأولياء.

أيضًا تكرر ما يقع منه مع أولياء الله، ومنها هذه القصة: أنه جاء إلى صلة بن أشيم، وهو يصلي في أشجار ملتفة، غيضة: يعني أشجار ملتفة، فلما سلم - الأسد يمس المصلي حتى سلم - فلما سلم، قال له: التمس الرزق في غير هذا الموضع، فذهب. هذا من كرامات أولياء الله. يجد رجلاً ليس عنده أحد، وهو جائع، ثم يتركه، ويولي. هذا من كرامات الأولياء.

 كان سعيد بن المسيب إمام التابعين المخزومي رضي الله عنه، أحد الفقهاء السبعة، مشهورًا بالعلم، كان لما وقعت الحرة، والحرة هي وقعة غزا فيها جيش يزيد أهل المدينة؛ لأن أهل المدينة خرجوا على يزيد بن معاوية، وقد أخطؤوا في هذا؛ أنه لا يجوز الخروج على ولي الأمر، فغزاهم بجيش تسلط عليهم، وفتك بهم فتكًا ذريعا، وبالغ في الانتقام. ابن عمر رضي الله عنهما اعتزل الفتنة، ومنع أولاده أن يشاركوا فيها، ويرى أن بيعة يزيد في أعناقهم، ونهاهم عن الخروج عليه، فلم يقبلوا، 


الشرح