×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

ورجل من النخع كان له حمارٌ، فمات في الطريق، فقال له أصحابه: هل نتوزع متاعك على رحالنا، فقال لهم: أمهلوني هنيهةً، ثم توضأ فأحسن الوضوء، وصلى ركعتين، ودعا الله تعالى فأحيا له حماره، فحمل عليه متاعه .

ولما مات أويسٌ القرني وجدوا في ثيابه أكفانًا لم تكن معه قبل، ووجدوا له قبرًا محفورًا فيه لحدٌ في صخرةٍ، فدفنوه فيه وكفنوه في تلك الأثواب .

****

فكانت العاقبة ما حصل وقعة الحرة المشهورة عقوبة لهم، كذلك سعيد بن المسيب اعتزل في المسجد، ولم يبق فيه غيره، والمسجد لا يؤذن فيه في تلك الفترة، لكنه كان يسمع أذانًا من جهة القبر النبوي، فهذه كرامة من كرامات الأولياء، والأذان هذا لأجل أن ينبهه على دخول الوقت.

 وهذا مثل قصة صلة بن أشيم السابقة أن الله أحيا له حماره، وأغناه عن الناس لما دعا الله عز وجل أن يغنيه عن مِنَّة الناس، فأغناه الله، وأحيا له حماره؛ حتى وصل إلى مقصوده.

أويس القرني سبق ذكره، وهو من أولياء الله؛ من التابعين، من أهل اليمن، وكان مجاب الدعوة، وكان بارًّا بأمه، أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه سيأتي إلى المدينة، فمن استطاع أن يدعو له، فليفعل. فلما جاء معهم، فعلم به عمر رضي الله عنه، فبحث عنه حتى أدركه، فطلب منه أن يستغفر الله له. فهذا أويس القرني من أولياء الله، لما مات، وجدوا معه أكفانًا لم تكن معه في حياته، ثم لما ذهبوا به ليدفنوه، وجدوا قبره


الشرح