وَلِهَذَا إِذَا قَرَأَهَا الإِنْسَانُ عِنْدَ
الأَحْوَالِ الشَّيْطَانِيَّةِ بِصِدْقٍ أَبْطَلَتْهَا، مِثْلُ مَنْ يَدْخُلُ
النَّارَ بِحَالٍ شَيْطَانِيٍّ، أَوْ يَحْضُرُ سَمَاعَ الْمُكَاءِ وَالتَّصْدِيَةِ
،
****
عمل شيطاني، فيهرب الشيطان، ويبطل عمله إذا قرئت
آية الكرسي، ومن ثم يستحب للمسلم إذا أراد أن ينام أن يقرأ آية الكرسي؛ حتى يحفظه
الله بها، ويبعد عنه الشياطين.
فدلَّ
على أن الكذوب قد يصدق بعض المرات، ولكن إذا صدق، فلا يتخذ صدقه هذه المرة دليلاً
على صدقه في كل شيء، فلا يغتر به.
والنبي
صلى الله عليه وسلم أخبر أبا هريرة رضي الله عنه أن الذي يأتيه في كل هذه الليالي
هو الشيطان، وليس إنسانًا.
فإذا
قرأ آية الكرسي عند الأحوال الشيطانية، عند الشعوذات، عند السحر، عند وسوسة
الشياطين، فإنها تزول بإذن الله، إذا قرأها بإخلاص، أما أن يقرأ حروفها بدون
استحضار لمعانيها، وبدون إخلاص، فإنها قد لا تنفعه.
الإنسان إذا تعاطى الكفر بالله والشرك واستحلال المحرمات، فإن الشياطين تساعده، وتظهر على يده أشياء من المخاريق الشيطانية؛ لأجل أن يغتر بنفسه، ويغتر به غيره، وهذا من باب الابتلاء والامتحان من الله تعالى لعباده، فيتظاهر أنه يدخل النار، وهو بنفسه لا يدخلها، وإنما الشياطين تحمله، ويتظاهر أنه يمشي على الماء، ويطير في الهواء، وهو لا يفعل هذا بنفسه، وإنما الشياطين هي التي تحمله؛ لأنه أطاعهم، فهم خدموه لإضلاله ولإضلال غيره، فلا يغتر بالأحوال الشيطانية مهما