وَمِنْهُمْ مَنْ يَرَى فِي مَنَامِهِ أَنَّ بَعْضَ
الأَكَابِرِ: إِمَّا الصِّدِّيقُ رضي الله عنه، أَوْ غَيْرُهُ قَدْ قَصَّ شَعْرَهُ
أَوْ حَلَقَهُ أَوْ أَلْبَسَهُ طَاقِيَّتَهُ أَوْ ثَوْبَهُ، فَيُصْبِحُ وَعَلَى
رَأْسِهِ طَاقِيَّةٌ وَشَعَرُهُ مَحْلُوقٌ أَوْ مُقَصَّرٌ، وَإِنَّمَا الْجِنُّ
قَدْ حَلَقُوا شَعْرَهُ أَوْ قَصَّرُوهُ .
وَهَذِهِ
الأَحْوَالُ الشَّيْطَانِيَّةُ تَحْصُلُ لِمَنْ خَرَجَ عَنْ الْكِتَابِ
وَالسُّنَّةِ وَهُمْ دَرَجَاتٌ، وَالْجِنُّ الَّذِينَ يَقْتَرِنُونَ بِهِمْ مِنْ
جِنْسِهِمْ وَهُمْ عَلَى مَذْهَبِهِمْ ،
****
يأتي
الشيطان لهذا النائم، فيحلق رأسه، ويلبسه طاقية، فيصبح عليه طاقية ومحلوق الرأس،
ويظن الناس أن هذا ملك عمل به كذا، وهو شيطان، وليس ملكا.
هذه
الأحوال الشيطانية تحصل لمن خرج عن الكتاب والسنة، أما الذي تمسك بالكتاب والسنة،
فإنه لا يغتر بهذه الأمور. انظروا ماذا قال عبدالقادر رحمه الله، قال: إنه لا ينزل
بعد الرسول صلى الله عليه وسلم تحليل ولا تحريم، ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ﴾ [المائدة: 3]، بركة العلم حَمَته من هذا الشيطان.
«هم درجات»؛
يعني: أن هذه الخوارق الشيطانية درجات، بعضها أشد من بعض، بحسب كفر ولي الشيطان،
وشدة كفره.
﴿وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعۡضَ ٱلظَّٰلِمِينَ بَعۡضَۢا
بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ﴾
[الأنعام: 129]، فهم ظالمون، وأولياؤهم من الإنس ظالمون، سلطوا عليهم بسبب ظلمهم
وكفرهم بالله عز وجل عقوبة لهم.