×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

وَالْجِنُّ فِيهِمْ الْكَافِرُ وَالْفَاسِقُ وَالْمُخْطِئُ، فَإِنْ كَانَ الإِنْسِيُّ كَافِرًا أَوْ فَاسِقًا أَوْ جَاهِلاً دَخَلُوا مَعَهُ فِي الْكُفْرِ وَالْفُسُوقِ وَالضَّلاَلِ، وَقَدْ يُعَاوِنُونَهُ إِذَا وَافَقَهُمْ عَلَى مَا يَخْتَارُونَهُ مِنْ الْكُفْرِ، مِثْلُ: الإِقْسَامِ عَلَيْهِمْ بِأَسْمَاءِ مَنْ يُعَظِّمُونَهُ مِنْ الْجِنِّ وَغَيْرِهِمْ، وَمِثْلُ: أَنْ يَكْتُبَ أَسْمَاءَ اللهِ أَوْ بَعْضَ كَلاَمِهِ بِالنَّجَاسَةِ، أَوْ يَقْلِبَ

****

الجن الذين يكونون مع الإنس الشياطين التي تكون مع الإنس منهم الكافر، وهو الشيطان، ومنهم العاصي، ولا يصل إلى حد الكفر، ومنهم المخطئ الذي دون العاصي، فليسوا على درجة واحدة؛ ولذلك هم في الكفر والإلحاد والزندقة متفاوتون.

فإذا أطاعهم فيما يأمرونه به من الكفر، خدموه، وأعانوه، فيظن من لا بصيرة عنده أن هذه كرامة، وأن هذا ولي لله عز وجل، دون أن ينظر إلى عمله، وحاله، وما هو عليه.

فلذلك تجد هؤلاء المشعوذين عملاء الشياطين وعملاء الجن، تجدهم يتمتمون بألفاظ لا تفهم، وينادون أسماء غير معروفة، وهؤلاء هم أولياؤهم من الجن، بأسمائهم وكلامهم.

 إذا أطاعهم، فأهان ذكر الله، فإنهم يخدمونه؛ كما لو كتب القرآن بالنجاسة، أو ألقاه في القاذورات، أو فعل ما يريدونه منه، قدموا له الخدمة، فكلما كثرت مخالفته، كثرت خدمتهم له، قد تكون الخدمة يسيرة؛ لأن انقياده لهم يسير، وقد تكون خدمتهم له متوسطة، وقد تكون خدمتهم له شديدة بسبب ما في قلبه من الكفر والطاعة لهم والانقياد لهم.


الشرح