وَمِنْهُمْ مَنْ يَرَى عَرْشًا فِي الْهَوَاءِ
وَفَوْقَهُ نُورٌ وَيَسْمَعُ مَنْ يُخَاطِبُهُ وَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكَ، فَإِنْ
كَانَ مِنْ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ عَلِمَ أَنَّهُ شَيْطَانٌ فَزَجَرَهُ
وَاسْتَعَاذَ بِاللهِ مِنْهُ فَيَزُولَ .
وَمِنْهُمْ مَنْ
يَرَى أَشْخَاصًا فِي الْيَقَظَةِ يَدَّعِي أَحَدُهُمْ أَنَّهُ نَبِيٌّ أَوْ
صِدِّيقٌ أَوْ شَيْخٌ مِنْ الصَّالِحِينَ، وَقَدْ جَرَى هَذَا لِغَيْرِ وَاحِدٍ ،
****
وغسله، ويظنون أن الميت غسل نفسه، وهو في
الحقيقة الشيطان؛ لأجل أن يغرهم، فهو غر الميت، وغر الأحياء هذا الشيطان: ﴿إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ
لَكُمۡ عَدُوّٞ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوًّاۚ إِنَّمَا يَدۡعُواْ حِزۡبَهُۥ
لِيَكُونُواْ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ﴾
[فاطر: 6] فالحذر الحذر، ومع شياطين الجن شياطين الإنس التي تروِّج هذه الأفكار
الخبيثة، وهذه الترهات والأباطيل.
منهم من يرى عرشا - يعني: سريرًا - بين السماء
والأرض، ويرى عليه نور، وهو الشيطان تصور له، وأمره بأشياء، فالمؤمن يكذبه، فيزول،
ويطير، ويذهب، أما غير المؤمن، فإنه يغتر به، ويطيعه.
ويُذكر
أن عبدالقادر الجيلاني رحمه الله أنه بينما كان يمشي إذا أظله شيء فوقه، فرفع
رأسه، فرأى شخصًا عليه شخص، قال له: يا عبدالقادر أنا ربك، وقد أبحت لك ما حرمت عليك.
فقال: كذبت، إنما أنت شيطان؛ لأنه لا ينزل بعد الرسول صلى الله عليه وسلم تحليل
ولا تحريم. فدحره، وأبطل كيده، لكن هذا لأهل العلم والإيمان، أما العوام، وأما
الجهال، وأما ضعاف الإيمان، فربما يغترون بهذا الشيء.
يتصوَّرون
لبعض الناس في اليقظة، ويدَّعون أنهم رسل، أو أنهم أنبياء، أو أنهم من الصالحين
الأموات حضروا.