×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

فَيَظُنُّونَ أَنَّهُ عَاشَ بَعْدَ مَوْتِهِ .

وَمِنْ هَؤُلاَءِ شَيْخٌ كَانَ بِمِصْرَ أَوْصَى خَادِمَهُ فَقَالَ: إِذَا أَنَا مُتّ فَلاَ تَدْعُ أَحَدًا يُغَسِّلُنِي، فَأَنَا أَجِيءُ وَأُغَسِّلُ نَفْسِي، فَلَمَّا مَاتَ رأى خَادِمُهُ شَخْصًا فِي صُورَتِهِ، فَاعْتَقَدَ أَنَّهُ هُوَ دَخَلَ وَغَسَّلَ نَفْسَهُ، فَلَمَّا قَضَى ذَلِكَ الدَّاخِلُ غُسْلَهُ - أَيْ غُسْلَ الْمَيِّتِ - غَابَ وَكَانَ ذَلِكَ شَيْطَانًا، وَكَانَ قَدْ أَضَلَّ الْمَيِّتَ وَقَالَ: إِنَّك بَعْدَ الْمَوْتِ تَجِيءُ فَتُغَسِّلُ نَفْسَك، فَلَمَّا مَاتَ جَاءَ أَيْضًا فِي صُورَتِهِ لِيُغْوِي الأَحْيَاءَ كَمَا أَغْوَى الْمَيِّتَ قَبْلَ ذَلِكَ .

****

 الإحراق في أبهى صورة، وأحسن صورة، ويقول: أنا أبشركم أني بخير، وأني في الجنة، وهو شيطان؛ لأجل أن يغريهم، ويحرقون أمواتهم، ومنهم من يحرق الحي، يجملون شخصًا من الشبان بأجمل صورة، ثم يوقدون النار، ثم يلقونه فيها، ثم بعد مدة يسيرة يأتيهم مسرورًا، وفي أبهى صورة، وأحسن حلة، ويقول: لقيت الخير، وهذا من الشيطان، الشيطان تصوَّر بصورته، وإلا هو ما يأتي أبدًا، لكن الشيطان يتصور بصورته من أجل أن يغريهم بإحراق شبابهم، وإحراق...، هذا الذي يريده الشيطان دائما وأبدًا مع بني آدم.

 فيظنون أنه رجع إلى الدنيا وحيا، وعادت فيه الروح، وعاد إلى الدنيا. هذا كله من الشيطان، الشيطان جاء على صورته، فيظنون أنه حيا.

 الميت أغواه؛ لأنه ما ترك الناس يغسلونه كالحال مع الأموات، فالميت قبل أن يموت أجابه، وأوصى خادمه ألاَّ يغسله أحد؛ طاعة للشيطان، فلما مات، جاء شخص في صورة الميت،


الشرح