ٱلۡبَيۡتِ إِلَّا مُكَآءٗ
وَتَصۡدِيَةٗۚ﴾ [الأنفال: 35]، هذه صلاتهم
في الجاهلية عند بيت الله العتيق، مَن الذي أمرهم بهذا؟ أمرهم بهذا الشيطان، فإذا
حصل مجلس فيه هذه الأباطيل، فإن الشياطين تحضر هذا المجلس، فإذا زادت هذه الأمور،
وانفعل معها الإنسان، حملته الشياطين، وأخرجته من المكان، وظنوا أن هذه كرامة حضرت
له، وهو شيطان مريد، يريد أن يغويه، ويغوي من يغتر به، مجالس اللهو ما تجر إلاَّ
الشر، بخلاف مجالس الذكر، مجالس القرآن، فإنها تحضرها الملائكة والسكينة: «مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ
بُيُوتِ اللَّهِ تَعَالَى، يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ
بَيْنَهُمْ، إلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ،
وَحَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ» ([1])،
فهذا الفرق بين مجالس الخير ومجالس الشر؛ مجالس الخير تحضرها الملائكة، ومجالس
الشر تحضرها الشياطين، فرق بين مجالس أولياء الله، ومجالس أعداء الله.
ومن ذلك - والله أعلم - ما يسمونه بالزار الآن، يطربون، أيديهم خوارق شيطانية، ويظنون أن هذا من كرامات الله، وهذا يحصل عند الصوفية، هذا الأمر لا يحصل عند المُجَّان؛ المجان منحطون، والناس يعرفونهم، وليس لهم قيمة، لكن هذا يحصل عند الذين يدعون العبادة والزهد، وهم الصوفية، ويغتر الناس بهم أكثر.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (1455).