فَإِذَا
حَضَرَ رَجُلٌ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللهِ تَعَالَى طَرَدَ شَيْطَانَهُ فَيَسْقُطُ،
كَمَا جَرَى هَذَا لِغَيْرِ وَاحِدٍ .
وَمِنْ هَؤُلاَءِ
مَنْ يَسْتَغِيثُ بِمَخْلُوقٍ إِمَّا حَيٌّ أَوْ مَيِّتٌ، سَوَاءٌ كَانَ ذَلِكَ
الحَيُّ مُسْلِمًا أَوْ نَصْرَانِيًّا أَوْ مُشْرِكًا، فَيَتَصَوَّرُ الشَّيْطَانُ
بِصُورَةِ ذَلِكَ الْمُسْتَغَاثِ بِهِ، وَيَقْضِي بَعْضَ حَاجَةِ ذَلِكَ الْمُسْتَغِيثِ،
فَيَظُنُّ أَنَّهُ ذَلِكَ الشَّخْصُ أَوْ هُوَ مَلَكٌ عَلَى صُورَتِهِ ،
****
الشيطان
يحمل هذا الذي تفانى مع المكاء والتصدية، فإذا جاء ولي من أولياء الله، انطرد
الشيطان، فسقط هذا الشخص المحمول في الهواء؛ لأن الذي يحمله هرب، فيسقط، فهذا دليل
على بطلان الأحوال الشيطانية عند حضور أولياء الله، وعند حضور ذكر الله تعالى، هذا
من الفوارق بين الخوارق الشيطانية والكرامات الربانية.
هذا سبق في التوسل والوسيلة، وهنا أيضًا أن من
استغاث بميت، أو استغاث بمخلوق غائب، فإن الشيطان يتمثل به، ويأتي، ويجيب من
استغاث به، ويحضر له ما يريد؛ لأجل الفتنة، ولأجل الاستدراج، والسبب في هذا هو
الشرك؛ لأن الاستغاثة بالميت، والاستغاثة بالغائب شرك بالله عز وجل، فالمشرك لاشك
أنه يرضي الشيطان، فيخدم هذا المشرك، ويأتيه بصورة الإنسان الذي يدعوه أو يناديه،
يتشكل بشكله، ويقضي حوائجه، ويظن هذا المسكين أن هذا هو الولي الذي استنجد به أو
استغاث به، وأن الميت حضر، أو أن الغائب حضر، فهذا كله من الغرور.
لا
يقول هذا شيطان على صورته، بل يغره، ويقول: هذا ملك على صورة هذا الإنسان، الملك
لا يحضر عند مجالس السوء،