×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

وَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ أَضَلَّهُ لَمَّا أَشْرَكَ بِاللهِ، كَمَا كَانَتْ الشَّيَاطِينُ تَدْخُلُ الأَصْنَامَ وَتُكَلِّمُ الْمُشْرِكِينَ . وَمِنْ هَؤُلاَءِ مَنْ يَتَصَوَّرُ لَهُ الشَّيْطَانُ وَيَقُولُ لَهُ: أَنَا الْخَضِرُ، وَرُبَّمَا أَخْبَرَهُ بِبَعْضِ الأُمُورِ وَأَعَانَهُ عَلَى بَعْضِ مَطَالِبِهِ ،

****

 ومجالس الشر ما تحضرها، إنما تحضرها الشياطين، الملائكة إنما تحضر مجالس الخير؛ مجالس القرآن والذكر.

وهذا سبق أن الشياطين تدخل الأصنام والأحجار والأشجار والقبور، حتى التي تُدعى من دون الله، تدخلها الشياطين، ثم تتمثل بصورة هذا المعبود الذي يعبدونه ويقضي حوائجهم؛ بأن يحضر لهم الأشياء، يسرقها من مكان بعيد من أموال الناس، ويحضرها لهم، فيظنون أن هذا ولي من أولياء الله، وأن هذا ملك جاء،.... إلى آخر ما يغرون به الناس.

 الخضر هذا هو العبد الصالح الذي آتاه الله من لدنه علما، والذي ذهب موسى عليه السلام للقائه والتعلم منه، وهو ميت، لكن منهم من يدَّعي أنه حي، وأنه يدور في الدنيا، فيقول: أنا الخضر. يأتي الشيطان، ويقول: أنا الخضر، مع أن الخضر ميت من زمان، من عهد موسى، وليس موجودًا: ﴿وَمَا جَعَلۡنَا لِبَشَرٖ مِّن قَبۡلِكَ ٱلۡخُلۡدَۖ أَفَإِيْن مِّتَّ فَهُمُ ٱلۡخَٰلِدُونَ ٣٤ كُلُّ نَفۡسٖ ذَآئِقَةُ ٱلۡمَوۡتِۗ وَنَبۡلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلۡخَيۡرِ فِتۡنَةٗۖ وَإِلَيۡنَا تُرۡجَعُونَ ٣٥ [الأنبياء: 34- 35]؛ الخضر وغيره، هم يزعمون أنه ما مات الخضر، وأنه حي، وأنه يدور في الدنيا، ويحضر عندما يذكره الناس؛ من ذكره، حضر عنده، فهذا كله من الباطل، فإن حضر شيء، فإنه شيطان، وليس الخضر.

لأجل أن يخدعه، ويغره، ويغر غيره أيضًا ممن يدعي أن هذا ولي من أولياء الله. وإذا قيل له: ما أدراك أنه ولي؟ 


الشرح