وَقَالَ
صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ رَجُلٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إلاَّ رَدَّ الله عَلَيَّ
رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْه الْسَّلام» ([1]) .
****
ويسلم
على الرسول، هذا غير مشروع، هذا بدعة، إنما إذا قدم من سفر، سواء كان من أهل المدينة،
وهو قد سافر، أو كان قادمًا إلى المدينة من غير أهل المدينة، فإنه يزور قبر الرسول
صلى الله عليه وسلم، ويسلم عليه، ولا يكرر هذا، كلما دخل، يذهب إلى القبر، هذا من
اتخاذه عيدًا، العيد هو ما يعتاد ويكرر، هذا مما يصيره عيدًا؛ يعني: يعتاد ويكرر
الذهاب إليه وزيارته، وهذا يفضي إلى الشرك به، ودعائه من دون الله، هذا من سد
الوسائل المفضية إلى الشرك، حتى وإن كان الزائر يريد السلام، السلام هذا مبتدع،
الذي يتكرر كلما دخل، هذا مبتدع، وهذا يعلق قلوب العوام والجهال بقبر الرسول صلى
الله عليه وسلم.
وهذا أيضًا فيه بيان أنه لا ميزة للصلاة والسلام عليه عند قبره، لا ميزة لذلك، ومن يصلي ويسلم عليه من بُعْد، ولو في أقصى الأرض؛ لأن الصلاة والسلام يُبَلَّغان للرسول صلى الله عليه وسلم، فلا حاجة إلى أنك تأتي عند قبره لتصلي وتسلم عليه، قال صلى الله عليه وسلم: «حَيْثُمَا كُنْتُمْ فَصَلُّوا عَلَيَّ» يعني: في أي مكان «فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُنِي»، فلا حاجة أن تذهب للقبر، وتقول: أنا أصلي، وأسلم على الرسول، أنت ومن بالأندلس سواء؛ كما قال ذرية الحسن والحسين: «ما أنتم ومن بالأندلس إلاَّ سواءٌ»؛ يعني: في أقصى المغرب، سواء عند القبر أو بالأندلس سواء، هذا من باب المثل، حتى لو كنت في الصين، أو في أقصى المعمورة،
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (2041)، وأحمد رقم (10815).