وَقَالَ
صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الله وَكَّلَ بِقَبْرِي مَلاَئِكَةً يُبَلِّغُونِي عَنْ
أُمَّتِي السَّلاَمَ» ([1]).
****
صليت
وسلمت على الرسول، يبلغ هذا، فلا حاجة إلى أنك تذهب إليه، وهذا فيه رحمته
بالمؤمنين، فيه رحمة بالمؤمنين، وتيسير على المؤمنين، وفيه سدٌّ لوسيلة الشرك،
ومنع التردد على قبره صلى الله عليه وسلم.
تكرر أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أنه يبلَّغ السلام من بُعْد؛ فلا حاجة إلى الذهاب إلى قبره، وهذا سد لذريعة الشرك والغلو، وفيه تخفيف على المسلمين، وإلا حُرم الناس أجر الصلاة والسلام عليه في أي مكان، إذا كان السلام عليه عند قبره فقط، فهذا تضييق، يحرم الناس في مشارق الأرض ومغاربها، ولهذا قال: «حَيْثُمَا كُنْتُمْ فَصَلُّوا عَلَيَّ» ([2])هذا تيسير على الناس، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْرًا» ([3])فيفوت على الناس هذا الفضل العظيم، لو أنه لا يقبل إلاَّ من كان عند قبره، ليس كل الناس يأتون عند قبره، ولا يتيسر لهم هذا. فهذا من التيسير، تيسير من ناحية، وسد لوسيلة الشرك، وهذا هو المقصود من ناحية أخرى، الحمد لله الدين واضح لا لبس فيه لمن طلبه.
([1]) أخرجه: النسائي رقم (1282)، والدارمي رقم (2816)، وأحمد رقم (3666).