فَكَانَ
هَذَا مَبْدَأَ عِبَادَةِ الأَوْثَانِ ([1]).
****
إِنَّ هَٰذَا
لَشَيۡءٞ يُرَادُ ٦﴾ [ص: 5- 6]،
لا تتركوها، اصبروا عليها، لا يضلكم هذا الرجل، اصبروا على آلهتكم، «آلهة» اعترفوا أنها آلهة، وهل هناك
آلهة؟ الإله واحد تعالى: ﴿وَإِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۖ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا
هُوَ ٱلرَّحۡمَٰنُ ٱلرَّحِيمُ﴾
[البقرة: 163]، هم يقولون: لا، هناك آلهة كثيرة.
ولما
قال لهم أيضًا قولوا: لا إله إلاَّ الله. قالوا: ﴿إِنَّهُمۡ كَانُوٓاْ
إِذَا قِيلَ لَهُمۡ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ يَسۡتَكۡبِرُونَ ٣٥وَيَقُولُونَ
أَئِنَّا لَتَارِكُوٓاْ ءَالِهَتِنَا لِشَاعِرٖ مَّجۡنُونِۢ ٣٦﴾ [الصافات: 35- 36]، قال الله عز وجل: ﴿بَلۡ جَآءَ بِٱلۡحَقِّ
وَصَدَّقَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ﴾
[الصافات: 37]، هذه دعوة المرسلين جميعا؛ أنهم يدعون إلى عبادة الله وحده لا شريك
له، فلم يأت محمد صلى الله عليه وسلم ببدع، وإنما هو كإخوانه النبيين، كلهم ينهون
عن دعاء غير الله تعالى من أولهم إلى آخرهم: ﴿وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ
ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ﴾
[النحل: 36]، ﴿وَمَآ
أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيٓ إِلَيۡهِ أَنَّهُۥ لَآ
إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ﴾
[الأنبياء: 25] ﴿وَٱعۡبُدُواْ
ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡٔٗاۖ﴾
[النساء: 36].
يعني من قوم نوح، «مبدأ» أول ما حدث الشرك في الأرض في قوم نوح، وإلا كانوا في الأول صالحين، وعلى التوحيد من عهد آدم، إلى أن صوَّروا الصور، ونصبوها، فحينئذ حدث الشرك بسبب هذه الصور، فدلَّ على أن نصب الصور والغلو في الأموات يفضي إلى الشرك.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4920).