وفيه دلالة على أنه هو الخليفة بعد رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وهذا بإجماع الصحابة رضي الله عنهم، أجمع الصحابة رضي الله
عنهم على بيعة أبي بكر رضي الله عنه، فهذا رد على الرافضة الذين يقولون: إن
الخلافة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه، وأنه الوصي، هو وصي
الرسول، والوصاية هذه باطلة لا أصل لها، عليٌّ رضي الله عنه من الخلفاء الراشدين،
لكن ليس هو أحق بالإمامة من أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، هذا مخالف لإجماع
الصحابة رضي الله عنهم، ومخالف لدلالة النصوص على تقديمهم وفضلهم رضي الله عنهم،
هذا صدر الحديث، وتبرأ أن يكون له من أهل الأرض خليل، لماذا؟ لأنه خليل الله،
وخليل الله لا يكون له خليل آخر؛ الخلة لا تقبل الاشتراك، فلذلك مع حبه لأبي بكر
رضي الله عنه، ومع فضل أبي بكر رضي الله عنه، لم يتخذه خليلاً، وإنما اتخذه صاحبًا
من أصحابه، «أَمَنَّكُم عَلَيَّ
بِصُحْبَتِهِ»، فأثبت لأبي بكر الصحبة، وبين أنه أفضل الصحابة رضي الله عنهم،
وأمنهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه حماه، ولازمه منذ بعثه الله إلى أن
توفاه الله، وأبو بكر رضي الله عنه إلى جانبه يحميه، ويحفظه، ويمده بالمال، ويؤيده
حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم. آخر الحديث هو محل الشاهد.
«إنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ...»، هذه وصية ثانية، بعدما أوصى أو أشار إلى خلافة أبي بكر، حذر من شيء آخر، وهو البناء على القبور، خشي أن يبنى على قبره؛ كما بُني على قبور الأنبياء من قبله، وهذا من نصحه لأمته صلى الله عليه وسلم، هذا من نصحه لأمته، خشي أن يتخذ حيال قبره ما اتخذ حيال قبور الأنبياء السابقين على يد