وَفِي
الْمُسْنَدِ وَصَحِيحِ أَبِي حَاتِمٍ
عَنْهُ صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ مِنْ شِرَارِ الْخَلْقِ مَنْ
تُدْرِكُهُمُ السَّاعَةُ وَهُمْ أَحْيَاءُ، وَاَلَّذِينَ اتَّخَذُوا الْقُبُورَ
مَسَاجِدَ» ([1]) .
وَفِي
«الصَّحِيحِ» عَنْهُ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لاَ تَجْلِسُوا عَلَى
الْقُبُورِ، وَلاَ تُصَلُّوا إِلَيْهَا» ([2]) .
****
في
مسند الإمام أحمد، وصحيح أبي حاتم؛ أي: ابن حبان، صحيح ابن حبان.
من شرار الخلق الذين تدركهم الساعة وهم أحياء؛
لأن الله يقبض أرواح المؤمنين قبل قيام الساعة، يرسل ريحًا طيبة، فتقبض روح كل
مؤمن، ولا يبقى إلاَّ شرار الخلق تقوم عليهم الساعة، الساعة لا تقوم على مؤمن. هذا
صنف: الذين تدركهم الساعة، وهم أحياء.
والصنف
الثاني -وهو محل الشاهد-: الذين يتخذون القبور مساجد، وهم يظنون أنهم من
صُلاَّح الخلق، وأن هذا الفعل من محبة الصالحين، والاقتداء بهم، وأن الذي لا يفعل
هذا لا يقدر الصالحين، ولا يحبهم.
«لاَ
تَجْلِسُوا عَلَى الْقُبُورِ»؛ لأن هذا فيه إهانة، نهى عن إهانة القبور.
«وَلاَ تُصَلُّوا إِلَيْهَا»، هذا فيه النهي عن الغلو في القبور، فنهى عن التساهل، ونهى عن الغلو في حق القبور، فلا يتساهل في شأنها وتداس، ويجلس عليها، ولا يغلى فيها، غلو اليهود والنصارى، فيصلى إليها.
([1]) أخرجه: أحمد رقم (3844)، وابن حبان رقم (6847)، والطبراني في الكبير رقم (10413).