وذلك أن الخوارق منها ما هو من جنس العلم
كالمكاشفات، ومنها ما هو من جنس القدرة والملك كالتصرفات الخارقة للعادات ،
****
إكرام
الله للعبد ليس في أن يعطيه المال، والولد، أو الجاه، والملك، وإنما إذا أعطاه
الدين، فقد أكرمه: ﴿فَأَمَّا
ٱلۡإِنسَٰنُ إِذَا مَا ٱبۡتَلَىٰهُ رَبُّهُۥ فَأَكۡرَمَهُۥ وَنَعَّمَهُۥ فَيَقُولُ
رَبِّيٓ أَكۡرَمَنِ﴾ [الفجر:
15]، كلا، فليس الإكرام بإعطاء هذه الأمور الدنيوية، أو المطامع الدنيوية، ﴿وَأَمَّآ إِذَا
مَا ٱبۡتَلَىٰهُ فَقَدَرَ عَلَيۡهِ رِزۡقَهُۥ فَيَقُولُ رَبِّيٓ أَهَٰنَنِ ١٦كَلَّاۖ
بَل لَّا تُكۡرِمُونَ ٱلۡيَتِيمَ ١٧﴾
[الفجر: 16، 17]؛ يعني: ضيَّق عليه الرزق، فليس الكرامة والإهانة بأمور الدنيا،
وإنما الكرامة والإهانة بأمور الآخرة، والعمل الصالح، وتقوى الله سبحانه وتعالى.
الخوارق منها ما يكون من جنس العلم:
كالمكاشفات، والفراسة التي يعطيها الله لبعض عباده، هذا نوع من العلم يعطيه الله
العبد، فيكون عنده قوة الفراسة، والاستنباط والاستدلال، هذا من كرامة الله عز وجل،
وهو نوع من العلم. ولكن هذا العلم لا يحصل بالتعلم، إنما هو شيء يلقيه الله في
العبد، وهو نتيجة لطاعة الله ورسوله، ومعرفة الله عز وجل، فيكون من الفرقان: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ إِن تَتَّقُواْ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّكُمۡ فُرۡقَانٗا﴾ [الأنفال: 29]، فرقانًا تفرقون به، وتمييزًا تميزون به
بين الحق والباطل، والضار والنافع، وبين الهدى والضلال، والكفر والإيمان، هذا من
أعظم أنواع العلم الفرقان الذي يجعله الله في قلب المؤمن بسبب تقوى الله، ﴿إِن تَتَّقُواْ
ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّكُمۡ فُرۡقَانٗا﴾.
وهذه مما لا يقدر عليه العبد، هذه إنما يجريها
الله عز وجل على يد عبده، فهي من فعل الله، يجريها الله على يد عبده؛ يعني: يخرق
له