×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

ومنها ما هو من جنس الغنى عن جنس ما يعطاه الناس في الظاهر من العلم والسلطان والمال والغنى .

وجميع ما يؤتيه الله لعبده من هذه الأمور إن استعان به على ما يحبه الله ويرضاه ويقربه إليه ويرفع درجته ويأمره الله به ورسوله، ازداد بذلك رفعةً وقربًا إلى الله ورسوله، وعلت درجته ،

****

 العادة؛ كأن يأتيه الرزق، وهو لم يسعَ إليه؛ كما حصل لمريم: ﴿كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيۡهَا زَكَرِيَّا ٱلۡمِحۡرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزۡقٗاۖ [آل عمران: 37]، يؤتى به إليها. هذا خارق للعادة، ومثل ما يجريه الله على يد بعض عباده المتقين من إجابة الدعوات، وإغاثة اللهفات، وغير ذلك. هذا لا يقدر عليه العبد، إنما هذا من صنع الله، ولكن سببه تقوى الله عز وجل، وهو من جنس الجزاء من الله سبحانه وتعالى، فهو ليس من مقدور العبد.

ومن الخوارق: الغنى؛ أن يغني الله العبد بعلمه، وبماله، وبمقدرته، يغنيه الله عن غيره، هذا من أنواع الخوارق.

وهذا أيضًا من الفوارق بين الكرامات وخوارق الشيطان؛ أن الكرامة التي يجريها الله على يد عبده المؤمن يستعين بها على طاعة الله، وتقوي إيمانه ويقينه بالله عز وجل، بخلاف الخوارق الشيطانية، فإنها تعين العبد على الكفر، وعلى الشرك، وعلى المعاصي.

الكرامات تعين العبد على الأعمال الصالحة، والخوارق الشيطانية تعين على الكفر، والشرك، وفعل الفواحش والمعاصي.

أيضًا الكرامات تزيد صاحبها تواضعًا له عز وجل وللخلق؛ فلا يترفع بها أن تجري على يده، لا يترفع بها ويعجب بنفسه، وإنما تزيده تواضعًا


الشرح