وتأتيه بأشخاص في صورة جميلة وتقول له: هذه
الملائكة الكروبيون أرادوا زيارتك، فيقول في نفسه: كيف تصوروا بصورة المردان؟
فيرفع رأسه فيجدهم بلحى، ويقول له: علامة إنك أنت المهدي إنك تنبت في جسدك شامة،
فتنبت، ويراها، وغير ذلك، وكله من مكر الشيطان.
وهذا باب واسع لو
ذكرت ما أعرفه منه، لاحتاج إلى مجلد كبير، وقد قال تعالى: ﴿وَأَمَّآ
إِذَا مَا ٱبۡتَلَىٰهُ فَقَدَرَ عَلَيۡهِ رِزۡقَهُۥ فَيَقُولُ رَبِّيٓ أَهَٰنَنِ﴾ [الفجر: 16] .
****
الكروبيون
المقربون من الملائكة ﴿وَلَا ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ
ٱلۡمُقَرَّبُونَۚ﴾ [النساء:
172] وهم حول العرش، الشيطان يغر الإنسان، ويأتيه بصورة جميلة، ويقول أنا من
الكروبيين - أي: من الملائكة المقربين -، الشيطان ما يقصر في شيء لإضلال بني آدم؛
جميع الحيل وجميع الطرق: ﴿ثُمَّ لَأٓتِيَنَّهُم مِّنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيهِمۡ وَمِنۡ
خَلۡفِهِمۡ وَعَنۡ أَيۡمَٰنِهِمۡ وَعَن شَمَآئِلِهِمۡۖ﴾
[الأعراف: 17]، يأتي من كل جهة، يهلك هذا الإنسان، إلاَّ من عصمه الله، واعتصم
بالوحي واتِّباع الرسول صلى الله عليه وسلم.
يتصور في اللحظة يكون على صورة أمرد، ثم يكون
على صورة ملتحي في اللحظة من باب الفتنة والقوة والخداع.
الإنسان يتخذ الغنى والفقر مقياسًا للكرامة
والإهانة، فإذا أغناه الله، ظن أن هذا من كرمه على الله، وأنه كريم عند الله، سعيد
عند الله؛ لأن الله أعطاه هذا المال، ولم يدرِ أن المال ابتلاء وامتحان: ﴿إِنَّمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَأَوۡلَٰدُكُمۡ فِتۡنَةٞۚ﴾
[التغابن: 15]، فهو ابتلاء