وامتحان، والدليل على هذا أن الله يعطي المال من
يحب ومن لا يحب، انظر إلى الكافر، وهو عدو لله عز وجل، لو كانت الدنيا تساوي عند
الله جناح بعوضة ما سقى منها كافرًا شربة ماء، الله يعطي المال لمن يحب ومن لا
يحب؛ من باب الابتلاء والامتحان.
فهذا
الإنسان يجعل المال هو المقياس للكرامة، ويجعل الفقر هو المقياس للإهانة، ﴿فَأَمَّا ٱلۡإِنسَٰنُ
إِذَا مَا ٱبۡتَلَىٰهُ﴾
[الفجر: 15]، ﴿وَأَمَّآ
إِذَا مَا ٱبۡتَلَىٰهُ﴾
[الفجر: 16]، الله عز وجل يبتلي بالغنى والفقر، ﴿فَقَدَرَ﴾
[الفجر: 16]، فقدر بمعنى: ضيق، ﴿فَقَدَرَ عَلَيۡهِ رِزۡقَهُۥ فَيَقُولُ رَبِّيٓ
أَهَٰنَنِ﴾ [الفجر: 16]، كلا، قال الله
عز وجل: ﴿كَلَّاۖ﴾ [الفجر: 17]، هذا نفي، ليس المال هو المقياس للكرامة،
وليس الفقر هو المقياس للإهانة، وإنما المقياس تقوى الله سبحانه وتعالى، والعمل
بطاعته.
فمن
رزق التقوى والعمل الصالح، فقد أكرمه الله، ومن حرم من التقوى ومن العمل الصالح،
فقد أهانه الله، هذا هو المقياس الصحيح، أما المال فيأتي أو يذهب، ما هو بميزان،
كان خواص الأولياء فقراء، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يربط الحجر على بطنه
من الجوع، وكان يأتي عليه الأيام لا يأكل صلى الله عليه وسلم، وهو سيد الخلق، وكان
الكفرة والجبابرة منعَّمين في أنواع من الترف وأنواع من المآكل والمشارب،
منعَّمين، فليس هذا هو المقياس.