×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

قال الله تبارك وتعالى: ﴿كَلَّاۖ [الفجر: 17]، ولفظ ﴿كَلَّاۖ فيها زجر وتنبيه: زجر عن مثل هذا القول، وتنبيه على ما يخبر به ويؤمر به بعده؛ وذلك أنه ليس كل من حصل له نعم دنيوية تعد كرامة يكون الله عز وجل مكرمًا له بها، ولا كل من قدر عليه ذلك يكون مهينًا له بذلك، بل هو سبحانه يبتلي عبده بالسراء والضراء، فقد يعطي النعم الدنيوية لمن لا يحبه، ولا هو كريم عنده؛ ليستدرجه بذلك، وقد يحمى منها من يحبه ويواليه؛ لئلا تنقص بذلك مرتبته عنده، أو يقع بسببها فيما يكرهه منه .

وأيضًا كرامات الأولياء لا بد أن يكون سببها الإيمان والتقوى، فما كان سببه الكفر والفسوق والعصيان فهو من خوارق أعداء الله لا من كرامات أولياء الله ،

****

﴿كَلَّاۖ حرف ردع وزجر، زجر عن هذا الاعتقاد وتنبيه على أن غيره هو الصحيح.

 نعم، مثلما يحمي الطبيب المريض عن بعض المآكل والمشارب؛ لأنها تضره أو تقتله، فالله عز وجل يحمي عبده المؤمن من الدنيا؛ لأنها تضره، فهو يحميه منها.

هذا هو الفارق بين كرامات الأولياء وخوارق الشياطين باعتبار من تجري على يده؛ إن كان صالحًا مستقيمًا تقيًّا، فهي كرامة، وأما إن كان فاجرًا فاسقًا كافرًا، فإنها خارق شيطاني، وليست كرامة.

لكن أين من يتفكر في هذا، أو يتأمل في هذا؟! قليل من الناس.


الشرح