×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

 المطر بسبب كفرهم وذنوبهم، ﴿وَأَلَّوِ ٱسۡتَقَٰمُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ لَأَسۡقَيۡنَٰهُم مَّآءً غَدَقٗا ١٦لِّنَفۡتِنَهُمۡ فِيهِۚ وَمَن يُعۡرِضۡ عَن ذِكۡرِ رَبِّهِۦ يَسۡلُكۡهُ عَذَابٗا صَعَدٗا ١٧ [الجن: 16- 17]، وقيل: ﴿وَأَلَّوِ ٱسۡتَقَٰمُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ [الجن: 16]، أي طريق الكفر، ﴿لَأَسۡقَيۡنَٰهُم مَّآءً غَدَقٗا [الجن: 16]، من باب الاستدراك، والله يعطي الكافر النعم مع أنه كافر؛ لأجل أن يستدرجه.

قال الله عز وجل: ﴿وَأَنَّ ٱلۡمَسَٰجِدَ لِلَّهِ [الجن: 18]، المساجد تبنى لعبادة الله سبحانه وتعالى، وإقام الصلاة: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ وَيُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ يُسَبِّحُ لَهُۥ فِيهَا بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ ٣٦رِجَالٞ لَّا تُلۡهِيهِمۡ تِجَٰرَةٞ وَلَا بَيۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ يَخَافُونَ يَوۡمٗا تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلۡقُلُوبُ وَٱلۡأَبۡصَٰرُ ٣٧ [النور: 36- 37]، هذا الذي تبنى من أجله المساجد؛ لعبادة الله عز وجل، وإقام الصلاة، وذكر الله عز وجل، وأما أن تبنى المساجد للشرك وعلى القبور وعلى الأضرحة، فهذه ليست مساجد، هذه مشاهد، هذه تسمى بالمشاهد، ليست مساجد؛ لأنها مبنية على الشرك وعبادة غير الله عز وجل فيما لا يقدر عليه غير الله، فالاستغاثة نوع من أنواع العبادة، لا تكون إلاَّ لله فيما لا يقدر عليه المخلوق.

أما ما يقدر عليه المخلوق، فيجوز أن تستغيث بأخيك، بقبيلتك أن يعينوك، ﴿فَٱسۡتَغَٰثَهُ ٱلَّذِي مِن شِيعَتِهِۦ عَلَى ٱلَّذِي مِنۡ عَدُوِّهِۦ [القصص: 15]، هذا فيما يقدر عليه.

فالذين لم يطهروا المساجد من الشرك والبدع هؤلاء خالفوا ما شرعه الله عز وجل، الله شرع بناء المساجد للتوحيد وذكر الله عز وجل وإقام الصلاة،


الشرح