×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

أما الذين يعمرونها بالاستغاثة بالمخلوقين ونداء المخلوقين والشرك والبدع والمحدثات، فهؤلاء دنَّسنوا المساجد وصرفوها عما هيئت له، فيجب أن تصان المساجد من أنواع الشرك ومن البدع ومن المحدثات، وأن تفرغ للصلاة وتلاوة القرآن وتعلم العلم النافع، هكذا تكون المساجد عند المسلمين.

إلا أن القبوريين أبوا إلاَّ أن يجعلوها بيوت أوثان ومعابد شرك - والعياذ بالله -، يسمونها مساجد.

ولما قام عبد الله أي محمد صلى الله عليه وسلم، ﴿وَأَنَّهُۥ لَمَّا قَامَ عَبۡدُ ٱللَّهِ يَدۡعُوهُ [الجن: 19]، ولا يدعو غيره، كانوا يدعون غير الله، معتادين على هذا، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الله وحده، تعجبوا من ذلك، تجمعوا عليه، استغربوا، ﴿وَأَنَّهُۥ لَمَّا قَامَ عَبۡدُ ٱللَّهِ يَدۡعُوهُ كَادُواْ يَكُونُونَ عَلَيۡهِ لِبَدٗا ١٩قُلۡ إِنَّمَآ أَدۡعُواْ رَبِّي وَلَآ أُشۡرِكُ بِهِۦٓ أَحَدٗا ٢٠ [الجن: 19- 20] فدلَّ على أن دعاء غير الله شرك.

وهذا يدمغ الغلو بالرسول صلى الله عليه وسلم واعتقاد أنه ينفع ويضر من دون الله، ﴿قُلۡ إِنِّي لَآ أَمۡلِكُ لَكُمۡ ضَرّٗا وَلَا رَشَدٗا [الجن: 21] ﴿قُل لَّآ أَمۡلِكُ لِنَفۡسِي نَفۡعٗا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ [الأعراف: 188]، الرسول لا يملك النفع والضر، الذي يملك ذلك هو الله سبحانه وتعالى، فهو الذي يُطلب منه النفع، ويُستعاذ به من الضر، أما الرسول، إنما هو عبدٌ ومبلغ عن الله سبحانه وتعالى، فالغلو في حقه واعتقاده أنه يملك النفع والضر هذا شرك بالله عز وجل، فالذين يستغيثون بالرسول صلى الله عليه وسلم، ويدعونه - خصوصًا في هذه الأيام التي يسمونها أيام


الشرح