المولد بزعمهم - يحصل منهم الشرك والاستغاثات
والشكاوى للرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يرفعون أيديهم إلى الله يشتكون إلى الله،
ويدعون الله، إنما يدعون الرسول صلى الله عليه وسلم.
و
يقولون: إنه يحضر الحفلات، وإنه يسمع دعاءنا. كل هذا من شياطين
الإنس والجن. الرسول صلى الله عليه وسلم بلَّغ رسالة ربه، وترك فينا ما إن تمسكنا
به لن نضل بعده؛ كتاب الله وسنته صلى الله عليه وسلم، وبلَّغ البلاغ المبين، وليس
له من الأمر شيء، قال الله عز وجل له: ﴿لَيۡسَ لَكَ مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٌ﴾ [آل عمران: 128]، فلماذا هذا العمل القبيح في هذه
الأيام؟!
يسمونه
مناسبة المولد، وعيد المولد، ثم لا يعرفون الرسول صلى الله عليه وسلم إلاَّ في هذه
الأيام، الرسول يُعرف كل يوم خمس مرات على رؤوس المنابر؛ أشهد أن محمدًا رسول
الله، كل يوم خمس مرات على رؤوس المنابر يعلى صوت بعدما يشهد ألاَّ إله إلاَّ الله
يشهد أن محمدًا رسول الله؛ لأن الله عز وجل قال: ﴿وَرَفَعۡنَا لَكَ ذِكۡرَكَ﴾
[الشرح: 4]، فلا يُذكر الله إلاَّ ويذكر معه الرسول صلى الله عليه وسلم: في
الأذان، والإقامة، والخطب، هذا رفع ذكره صلى الله عليه وسلم.
إلا
أنه لا يعرف ذكر الرسول إلاَّ في هذه الأيام، هذه بدعة ظاهرة، بعضهم يقول: إنه
يكفينا ما دام أقمنا المولد، يكفينا ندخل الجنة بهذا، ولو لم نعمل شيئًا.
﴿قُلۡ إِنِّي لَآ أَمۡلِكُ لَكُمۡ ضَرّٗا وَلَا رَشَدٗا﴾ [الجن: 21]، أعلن وصرح، أمره الله بذلك أنه لا يملك
لأحد ضرًّا ولا رشدًا، إنما يبلِّغ البلاغ المبين