×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

وكانت الشياطين ترمي بالشهب قبل أن ينزل القرآن، لكن كانوا أحيانًا يستقرون السمع قبل أن يصل الشهاب إلى أحدهم .

****

 حيث إن الإنس خضعوا لهم، واستعاذوا بهم، وقيل: المعنى: زاد الجن الإنس رهقًا؛ لأن من استعاذ بغير الله، أخافه الله، من استعاذ بالله، حماه الله، وأعزه، وحفظه، ومن استعاذ بغير الله، أذله الله، وسلط عليه الجن وغيرهم، فزاد الجن الإنس رهقًا؛ أي: خوفًا وضعفًا؛ عقوبة لهم.

الشاهد من هذا: أن الاستعاذة عبادة، فلا تجوز إلاَّ بالله سبحانه وتعالى، ودل هذا على أن كلام الله غير مخلوق؛ لأن الاستعاذة لا تجوز بالمخلوق، فدلَّ على أن كلام الله صفة من صفاته، وهو غير مخلوق.

 الله عز وجل خلق النجوم، وذكر فوائدها؛ أنها زينة للسماء ورجوم للشياطين، زينة للسماء: ﴿وَلَقَدۡ زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِمَصَٰبِيحَ وَجَعَلۡنَٰهَا رُجُومٗا لِّلشَّيَٰطِينِۖ [الملك: 5]، وأيضًا هناك فائدة ثالثة ذكرها الله، وهي الاستدلال بها في السفر: ﴿وَعَلَٰمَٰتٖۚ وَبِٱلنَّجۡمِ هُمۡ يَهۡتَدُونَ [النحل: 16]، فالنجوم خُلِقت لثلاث: زينة للسماء، ورجومًا للشياطين، وعلامات يُهتدي بها في البر.

﴿وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلنُّجُومَ لِتَهۡتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَٰتِ ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۗ [الأنعام: 97]، فيسير عليها المسافر، ويعرف الاتجاه الذي هو يريد، فهذا من فضل الله سبحانه وتعالى، أما من اعتقد في النجوم أنها تنفع وتضر، وعَبَدها من دون الله - كحالة قوم إبراهيم أصحاب النمرود، الذين كانوا يعبدون الكواكب - فهؤلاء خسروا وخابوا، فالنجوم لم تخلق لهذا،


الشرح