مخلوقة لهذه الفوائد الثلاث، والمخلوق لا
يُعْبد، والنجوم مدبرة ومسيَّرة، ولهذا أراد إبراهيم عليه السلام أن يكسر حجتهم.
﴿فَلَمَّا جَنَّ عَلَيۡهِ ٱلَّيۡلُ رَءَا كَوۡكَبٗاۖ
قَالَ هَٰذَا رَبِّيۖ فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لَآ أُحِبُّ ٱلۡأٓفِلِينَ﴾ [الأنعام: 76]، دل على أنه مدبَّر ومسيَّر، ﴿فَلَمَّا رَءَا
ٱلۡقَمَرَ بَازِغٗا قَالَ هَٰذَا رَبِّيۖ﴾
[الأنعام: 77]، يريد مناظرتهم، ﴿فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمۡ يَهۡدِنِي رَبِّي
لَأَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلضَّآلِّينَ﴾
[الأنعام: 77]، ﴿فَلَمَّا
رَءَا ٱلشَّمۡسَ بَازِغَةٗ قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَآ أَكۡبَرُۖ فَلَمَّآ أَفَلَتۡ
قَالَ يَٰقَوۡمِ إِنِّي بَرِيٓءٞ مِّمَّا تُشۡرِكُونَ ٧٨إِنِّي وَجَّهۡتُ وَجۡهِيَ
لِلَّذِي فَطَرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ حَنِيفٗاۖ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ
٧٩﴾ [الأنعام: 78- 79]، أقام
عليهم الحجة صلى الله عليه وسلم بهذه المناظرة العظيمة؛ لأنهم كانوا يعبدون
الكواكب من دون الله عز وجل.
والحاصل
من هذا: ما ذكره الشيخ وغيره من تفسير الآية، ﴿وَأَنَّا
كُنَّا نَقۡعُدُ مِنۡهَا﴾
[الجن: 9]؛ أي: من السماء ﴿مَقَٰعِدَ لِلسَّمۡعِۖ﴾
[الجن: 9]، يسترقون السمع من الملائكة، ثم يلقونه إلى الكهان، ثم الكهان يكذبون مع
الكذبة الواحدة مئة كذبة، ويلقونها على الناس، هذا في الجاهلية، فلما بُعث محمد
صلى الله عليه وسلم، حُرِست السماء بالشهب فصاروا لا يستطيعون ما كانوا يفعلونه من
قبل، لا يقدرون على استراق السمع، من استرق شيئًا منه، رُمي بالشهاب، فيحرقه. وذلك
حماية للوحي من أن تعبث به الشياطين، فهذا من فضل الله سبحانه وتعالى.