×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

قالوا: ﴿وَأَنَّا لَا نَدۡرِيٓ أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ أَرَادَ بِهِمۡ رَبُّهُمۡ رَشَدٗا ١٠وَأَنَّا مِنَّا ٱلصَّٰلِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَٰلِكَۖ كُنَّا طَرَآئِقَ قِدَدٗا ١١ [الجن: 10- 11]، أي: على مذاهب شتى، كما قال العلماء: منهم المسلم والمشرك والنصراني والسني والبدعي، ﴿وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن نُّعۡجِزَ ٱللَّهَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَن نُّعۡجِزَهُۥ هَرَبٗا [الجن: 12]، أخبروا أنهم لا يعجزونه، لا إن أقاموا في الأرض ولا إن هربوا منه ،

****

 يقولون: ما ندري ما هو السبب، هذه العلامات تدل على شيء سيحدث، وما ندري ما هو، ﴿لَا نَدۡرِيٓ أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ أَرَادَ بِهِمۡ رَبُّهُمۡ رَشَدٗا [الجن: 10] وسيحصل شيء لأهل الأرض فيه الخير، وكان كذلك، حصل الرشد والخير والقرآن والسنة والعلم النافع على يد هذا الرسول صلى الله عليه وسلم، وانظروا إلى أدبهم: ﴿وَأَنَّا لَا نَدۡرِيٓ أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ أَرَادَ بِهِمۡ رَبُّهُمۡ رَشَدٗا، انظر! في الشر قالوا: ﴿أُرِيدَ، ولم ينسبوه إلى الله، وأما الرشد، فنسَبُوه إلى الله سبحانه وتعالى.

الجن مختلفون، منهم المؤمن، ومنهم الكافر، ومنهم الصالح، ومنهم الفاجر، ومنهم المتقي والعابد، ومنهم الفاسق، فهم مثل الإنس منقسمون ﴿طَرَآئِقَ قِدَدٗا [الجن: 11] واعترف الجن أنهم لن يعجزوا الله سبحانه وتعالى، ولن يخرجوا عن قدرته وعن قبضته سبحانه وتعالى، مع ما أعطاهم الله من الخفة والطيران وغير ذلك، وهم في قبضة الله سبحانه وتعالى.

﴿وَأَنَّا ظَنَنَّآ [الجن: 12]: أي تيقنا، الظن يأتي بمعنى اليقين، ﴿قَالَ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ ٱللَّهِ كَم مِّن فِئَةٖ قَلِيلَةٍ غَلَبَتۡ فِئَةٗ كَثِيرَةَۢ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ ِ [البقرة: 249]، يعني: يتيقنون أنهم ملاقو الله، لا الظن الذي هو بمعنى الشك، فالظن يأتي بمعنى اليقين.


الشرح