فَمَا الْعِبَاَدَة وَفُرُوعُهَا؟ وَهَلْ
مَجْمُوعُ الدَّينِ دَاخِلٌ فِيهَا أَمْ لاَ؟ وَمَا حَقِيقَةُ الْعُبُودِيَّةِ؟
وَهَلْ هِيَ أَعْلَى الْمَقَامَاتِ فِي الدُّنْيِا وَالآْخِرَةِ أَمْ فَوْقَهَا
شَيْءٌ مِنْ الْمَقَامَاتِ؟ وَليَبْسُطُوا لَنَا الْقَوْلَ فِي ذلِكَ.
****
وأجناسِهم وطبقاتِهم، لا أحدَ يخرُجُ عن عبوديةِ
اللهِ سبحانه وتعالى؛ لأنَّه هو الذي خلقَهم ورزقَهم، فهو المُستحِقُّ للعبادةِ
دونَ ما سواه مما لا يخلقُ ولا يرزق، ولمَّا كانتِ العبادةُ بهذه المَنزِلةِ فلا
بُدَّ أنْ تُعرَفَ ما هي العبادة؛ لأنَّه ليس لكلِّ أحدٍ أن يعبدَ اللهَ بما يراه
وبما يَسْتَحسن.
فالعبادةُ
الصحيحةُ لها ضوابطُ شرعية؛ ولهذا تَوجَّه هذا السؤالُ عنها، فسُئِلَ عنها شيخُ
الإسلامِ ابنُ تيميةَ رحمه الله وهو أولى مَن يُجيبُ عن هذا السؤالِ العظيمِ لما
أعطاه اللهُ من العلْمِ والفقهِ في دينِ الله، والبصيرة النافذة.
فقوله
في السؤالِ: «فَمَا
الْعِبَاَدَة؟» لا بُدَّ أن يُعرَفَ ما هي العبادةُ الصحيحةُ والعبادةُ
الباطلة، واللهُ بيَّنَ العبادةَ الصحيحةَ في القرآنِ الكريمِ ووضَّحَها في
الآياتِ والسورِ، فما علينا إلا أن نأخذَ معنى العبادةِ من الكِتابِ والسُّنة.
وقوله:
«وَمَا فُرُوعُهَا؟»: أي: أنواعها،
فهي ليستْ نَوعًا واحدًا بل لها أنواعٌ كثيرةٌ كما سيأتي
قوله:
«هَلْ مَجْمُوعُ الدَّينِ دَاخِلٌ فِيهَا
أَمْ لاَ؟»: أي: هل هي شاملةٌ لكلِّ الدِّين، فكلُّ الدِّينِ عبادة؟ نعم،
الدِّينُ كلُّه عِبادة، وهذا سيأتي تَوضيحُه، فالعبادةُ ليستْ قاصِرةً على بعضِ
الشعائرِ التعبدية.
قوله:
«وَهَلْ هِيَ أَعْلَى الْمَقَامَاتِ فِي
الدُّنْيِا وَالآْخِرَةِ أَمْ فَوْقَهَا شَيْءٌ