×
شرح كتاب العبودية

وَقد ثَبت فِي الصَّحِيح عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ خَيْرُ البَرِيَّةِ» ([1])، فَهُوَ أفضل الأَنْبِيَاء بعد النَّبِي صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ خَلِيل الله تَعَالَى. وَقد ثَبت فِي الصَّحِيح عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم من غير وَجه أَنه قَالَ: «إِنَّ اللهَ اتَّخَذَنِي خَلِيلاً كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً» ([2])، وَقَالَ: «لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ خَلِيلاً لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً وَلَكِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللهِ» ([3]) - يعْنى نَفسه -

****

ثَمَّ قَال: ﴿فَإِنۡ ءَامَنُواْ بِمِثۡلِ مَآ ءَامَنتُم بِهِۦ فَقَدِ ٱهۡتَدَواْۖ [البقرة: 137]، هَذا رَدٌّ علَيهِم، وَمعْنَى ﴿بِمِثۡلِ مَآ ءَامَنتُم بِهِۦ؛ أي: الإيمانُ بِجميعِ الأنْبياءِ، وَبِجميعِ الكُتبِ فقَد اهْتَدَوا، وَإنْ آمَنُوا بَبعْضِهم فَقَط، ﴿فَإِنَّمَا هُمۡ فِي شِقَاقٖۖ، خِلاف مَعَكم وَعَدَاوة: ﴿فَسَيَكۡفِيكَهُمُ ٱللَّهُۚ أي: يَرُد عَنْكم كَيدَهُم وَعَداوَتَهُم.

فَضائِل إِبرَاهِيم عليه السلام:

1- قَالَ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ خَيْرُ البَرِيَّةِ»، وَذلكَ بِشَهادَة القُرآنِ، قَالَ تَعَالى: ﴿إِنَّ إِبۡرَٰهِيمَ كَانَ أُمَّةٗ قَانِتٗا لِّلَّهِ حَنِيفٗا وَلَمۡ يَكُ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ١٢٠شَاكِرٗا لِّأَنۡعُمِهِۚ ٱجۡتَبَىٰهُ وَهَدَىٰهُ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ ١٢١ [النحل: 120- 121]، ﴿قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامٗاۖ [البقرة: 124].

2- «فَهوَ أفْضلُ الأنْبياءِ بَعد النَّبي صلى الله عليه وسلم، وَهوَ خَليلُ اللهِ تَعَالى».


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (153).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (4776).

([3])  أخرجه: مسلم رقم (2369).