فالمستسلم لَهُ وَلغيره مُشْرك، والممتنع عَن
الاستسلام لَهُ مستكبر، ثَبت فِي الصَّحِيح عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم:
«إِنَّ الجَنَّةَ لاَ يَدْخُلُهَا مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ
كِبْرٍ، كَمَا أَنَّ النَّارَ لاَ يَدْخُلُهَا مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ
ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ» ([1])،
****
أَقسَام النَّاس بِالنِّسبَة لِلإسْلام:
«فَالمُستسْلِمُ لَهُ وَلغَيرِه
مُشركٌ»: أَي: المُستَسلِم لِلهِ وَلغَيرهِ مِن الأَصنَام
مُشركٌ.
«وَالمُمتَنِع عَنِ الاسْتِسْلاَم
لَهُ مُستَكبِر»: عَن عِبَادَته.
فَالنَّاس
مِنهُم:
-
مَن يَستسْلِم لِلهِ وَحدَه، وَهذا هُو المُؤمِن.
-
مَن يَستَسْلمُ لِله وَلغَيرِه، وَهَذا مُشركٌ.
- مَن لاَ يَستسْلِم لِله أَصلاً، وَهَذا مُستَكبرٌ عَلى اللهِ، وَعاقِبةُ المُستكْبِر كَمَا جَاء فِي الحدِيثِ: «إِنَّ الجَنَّةَ لاَ يَدْخُلُهَا مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ كَمَا أَنَّ النَّارَ لاَ يَدْخُلُهَا مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ»، مِن كِبر المُشركِينَ، وَالمُراد: الكِبرُ الذِي يَمنَع مِن عِبَادةِ اللهِ عز وجل، فَالمستكْبِر عَن عِبادَة اللهِ، حَرَّم اللهُ عَليهِ الجَنَّة، وَأمَّا الكِبرُ الذِي لاَ يَمنَع مِن عِبَادةِ اللهِ فَقد يَكونُ فِي المُؤمنِ وَهُو كَبيرةٌ لاَ يَحرِمُ مِن دُخُول الجَنَّة، كمَا أنَّ الكِبر الذِي فِي المُؤمِن قَد يعرِّضُه لِعذابِ اللهِ وَدخولِه النَّار لَكنَّه لاَ يُخَلَّدُ فِيها.
الصفحة 1 / 397