وَقَالَ تَعَالَى: ﴿سَأَصۡرِفُ
عَنۡ ءَايَٰتِيَ ٱلَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَإِن
يَرَوۡاْ كُلَّ ءَايَةٖ لَّا يُؤۡمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوۡاْ سَبِيلَ ٱلرُّشۡدِ
لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلٗا وَإِن يَرَوۡاْ سَبِيلَ ٱلۡغَيِّ يَتَّخِذُوهُ
سَبِيلٗاۚ﴾ [الأعراف: 146] , وَلما كَانَ الكبر مستلزمًا
للشرك، والشرك ضد الإِسْلاَم، وَهُوَ الذَّنب الَّذِي لاَ يغفره الله - قَالَ
تَعَالَى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ
أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ وَمَن يُشۡرِكۡ
بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱفۡتَرَىٰٓ إِثۡمًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 48].
وَقَالَ: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ
أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ وَمَن يُشۡرِكۡ
بِٱللَّهِ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلَۢا بَعِيدًا﴾ [النساء: 116].
****
الكِبرُ سَببٌ لِصرفِ القُلوبِ عَن قَبولِ
الحَقِّ:
قَوله
تَعَالى: ﴿سَأَصۡرِفُ
عَنۡ ءَايَٰتِيَ ٱلَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ﴾
أَي: إِذَا رَأوا الدَّلِيل وَالبُرهَان لَم يَقْبَلوه، والسَّبَب هُو الكِبرُ،
فَبِسبَبهِ يَصرفُهُمُ اللهُ عَن آيَاتِهِ، فَنَتجَ عَن ذَلكَ: , ﴿وَإِن يَرَوۡاْ سَبِيلَ ٱلرُّشۡدِ﴾،
الذِي جَاءتْ بِه الرُّسُل، ﴿لَا
يَتَّخِذُوهُ سَبِيلٗا وَإِن يَرَوۡاْ سَبِيلَ ٱلۡغَيِّ﴾،
الذِي جَاء بِه طَواغِيتُهم، ﴿يَتَّخِذُوهُ
سَبِيلٗاۚ﴾، والسَّبَب، ﴿سَأَصۡرِفُ عَنۡ
ءَايَٰتِيَ ٱلَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَإِن يَرَوۡاْ
كُلَّ ءَايَةٖ لَّا يُؤۡمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوۡاْ سَبِيلَ ٱلرُّشۡدِ لَا يَتَّخِذُوهُ
سَبِيلٗا وَإِن يَرَوۡاْ سَبِيلَ ٱلۡغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلٗاۚ ذَٰلِكَ
بِأَنَّهُمۡ كَذَّبُواْ بَِٔايَٰتِنَا وَكَانُواْ عَنۡهَا غَٰفِلِينَ ١٤٦وَٱلَّذِينَ
كَذَّبُواْ بَِٔايَٰتِنَا وَلِقَآءِ ٱلۡأٓخِرَةِ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡۚ هَلۡ يُجۡزَوۡنَ
إِلَّا مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ١٤٧﴾
[الأعراف: 146- 147].
فَاللهُ
أخْبَر أنَّه سَيصرِفُ عَن آيَاتهِ الذِين يَتكبَّرُون، فَالذي يَستكْبِر يَصرِفُه
اللهُ عَن الانْتِفَاع بِالآياتِ، وَهذا شَأن الكُفَّار وَالمَلاحِدَة
وَالمُنافِقينَ فِي كُلِّ وَقت.
الصفحة 1 / 397