×
شرح كتاب العبودية

فَجَعَلَ الله لأَهْلِ محبَّته علامتين: اتِّبَاعَ الرَّسُول، وَالْجهَادَ فِي سَبيلِهِ. وَذَلِكَ لأَِنَّ الْجِهَادَ حَقِيقَةُ الاِجْتِهَاد فِي حُصُولِ مَا يُحِبُّهُ اللهُ مِنَ الإِْيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ، وَمِنْ دَفْعِ مَا يُبْغِضُهُ اللهُ مِنَ الْكُفْرِ والفُسُوقِ والعِصْيَانِ،

****

قوله: «فَجَعَلَ الله لأَهْلِ محبَّته علامتين: اتِّبَاعَ الرَّسول»؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي [آل عمران: 31]. هذه العَلامَةُ الأولى.

والثَّانِيَةُ قَالَ: «والجهاد في سبيله»: قَالَ تَعَالَى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَن يَرۡتَدَّ مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ فَسَوۡفَ يَأۡتِي ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ يُحِبُّهُمۡ وَيُحِبُّونَهُۥٓ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ يُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوۡمَةَ لَآئِمٖۚ ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ [المائدة: 54].

·       معنى الجهاد في سبيل الله:

قوله: «وذلك لأنَّ الجِهَادَ حَقِيقَتُهُ الاجتهاد في حُصُولِ ما يُحِبُّهُ اللهُ من الإيمان والعمل الصَّالح..»: الجهاد بَذْلُ الوُسْعِ فيما يحبُّه الله وهو أنواع:

الأول: جهاد النَّفس.

الثاني: جهاد الشَّيطان.

الثالث: جهاد العُصَاة بالأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر.

الرابع: جهاد المنافقين؛ بِرَدِّ شُبُهَاتِهِم، وَإِبْطَالِ دَعْوَاهُم.

الخامس: جِهَادُ الكفَّار بالسِّلاح وخوض المعارك.


الشرح